(06-05-2012, 10:33 PM)فارس اللواء كتب:  أنا رغم معارضتي لراديكالية الثورة الإيرانية إلا أنها خلقت شعباً من أنضج وأعلم شعوب المنطقة..علاوة على كون إيران أصبحت قوة عُظمى بمفردها تجابه قوى أخرى أكثر قوة وتمدداً في مناطق دول الجوار بالأخص..

للأسف أنا لا أرى ما تراه. فلا هي ثورة إيران خلقت شعباً من أنضج وأعلم شعوب المنطقة، ولا هي كما تصفها قوة عظمى. الشعب الإيراني تحت حكم الملالي تنخره الرجعية والإستبداد الديني فلست أفهم مصدر القول أنه ناضج ومتعلم. النساء لا يحق له من التعلم ما يحق للرجال .. والرجال لا يحق لهم التشكيك بما يفرضه عليهم الملالي من قدسيات. ولقد صدرت أحكام بالإعدام ضد فلاسفة ومفكرين وحتى روائيين لمجرد أنهم افترضوا وجود آيات شيطانية! إذا كان هذا نضجا وعلما فلست أردي كيف يكون بين الواقع الذي أعيشه أنا والواقع الذي تعيشه أنت أدنى تقارب.

أما من جهة القوة، فأيران الشاه كانت أقوى من إيران الملالي باضعاف .. ولم تكن بحاجة الى تسيير وتسييس تبعيتها الجيوسياسية (إقرا الطائفية) لتفعيل قوتها.

اقتباس:أما ما أسميته "مشروع" إسقاط النظام فهو ليس بمشروع بل هدف سياسي قد يتحقق وقد لا يتحقق، إنما المشروع فكرة كامنة في النفوس ولها تصور في التطبيق عبر مُدارسة واقعيتها بتجارب إما داخلية أو خارجية..

من جديد أرى أن الحقائق التي نعيشها تختلف بشكل كلي لتعكس إنحيازاتنا الفردية. أنا أرى المشروع تعريفا على أنه نشاط تستخدم فيه موارد معينة وتنفق من أجله الأموال للحصول على منافع متوقعة خلال فترة زمنية معينة .. هنا إسقاط النظام الإستبدادي واستبداله بنظام يسمح بالتداول السلمي للسلطة على اساس عقد إجتماعي سليم بين الحاكم والمحكوم.

أما التشكيك في ما إذا كان هذا المشروع قد يتحقق وقد لا يتحقق فهذا لا ينفي عنه صفاته كمشروع. إذا خلافا للإفتراض الذي بنته المداخلة السابقة، للثورة مشروع واضح وأهداف نبيلة ومفيدة وهي إسقاط الإستبداد واستبداله بالعقد الإجتماعي السليم بين الحاكم والمحكوم.