نعيد ترتيب الأحداث من شان اوبزيرفر،

طبعا لا أنتظر من الزميل أن يعتذر عن وصف رسائل الحبيب المصطفى بالـ"ـوقاحة"، لأن الزميل على ما يبدو يرى أن قيصر والروم والفرنجة من بعدهم أولى بالشام من العرب المسلمين، حتى ولو كانت القسطنيطنية نائية الدار، وروما بعدية الشقة.

نبتدئ من البداية،

دولة جديدة تكونت في المدينة، أرسلت سفراء إلى العالم تعرفهم فيها بسبب وجود الدولة وطبيعة العلاقة مع الدول الأخرى، ومنها دولة الروم.

الرسالة التي أرسلت إلى ملك الروم في الإبتداء ليس فيها جزية ولا حرب، بل دعوة للدخول في الرسالة التي بعث الرسول من أجلها، وأقيمت الدولة على أساسها.
"بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم
سلام على من اتبع الهدى
أما بعد
فإنى أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم ويؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين

(يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)"

هذه الرسالة لم يجب عليها هرقل بشكل واضح، ولم يتم إعلان الحرب بناء عليها،
تم إعلان الحرب بعد تهديد الملك الدمية الذي يحكم بصرى الشام، أعني الحارث بن عمرو الغساني، حين هدد بالسير إلى المدينة غازيا ردا على رسالة أتته من رسول الله، ثم بعد أن بعث هذا الحارث أحد أبناء عمه ويسمى شرحبيل بن عمرو الغساني ليقتل سفيرا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في منطقة الطفيلة من جنوب الأردن، واسم السفير هو الحارث بن عمير الأزدي. ثم أضف إليها فتنة من أسلم من أهل جنوب الشام عن دينهم، لا يحضرني أسماء من فتنوهم الساعة هذه. كان هذا دافعا أن يرسل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعث مؤتة، ولو كنت تريد أن تكون منصفا، وإخالك لا تريد، لرأيت أن أرض مؤتة تقع ضمن ملك الغساسنة، فلم أرسل الروم جندا كثيفا يقاتل مع الغساسنة الذين قتلوا سفير رسول الله؟
بعد ذلك خرج المصطفى بنفسه إلى تبوك، ولعله أرسل الرسالة التي ذكرت أنت، والتي سميتها وقحة، لأنها تطاولت على قيصرك وإمبراطورك الذي بغى علينا فأزلناه وأخرجناه ذليلا صاغرا يائسا أن يرجع الشام.

هذا حديث الرسالة التي تراها وقحة، فاذهب إلى باقي النقاط التي أثرناها لك، وأنعم فيها النظر لعل الله ييسر لك الهدى فتفوز بخير الدارين، ونفوز بفوزك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم "لئن يهدي الله بك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت"، أو كما قال.