الزميل جعفر علي،

احترام الجيرة لا يعني أن تصير رقعة الأرض التي نخرأ عليها هي مصدر التفكير والرابط بين الإنسان والإنسان، واحترامي لجاري المسيحي أو عابد البقر أو الملحد أو اليهودي لا يعني أننا سنستمد الأفكار والمفاهيم المنظمة لعلاقاتنا معا كبشر من بقعة الأرض المعينة هذه، فكرة بقعة الأرض المعينة هذه لا توجد إلا عند الأمم المدجنة التي خضعت للانتداب والاستعمار وأشياء أخر يعفّ المقام عن ذكرها.

ما يجمع الإنسان بالإنسان عزيزي الزميل جعفر علي هو وجهة نظره عن الحياة، كيف ينظم سلوكه فيها وكيف يرتب طريقة تفكيره، هذا ما يجمع الإنسان مع الإنسان، وهو ما يجعل الإنسان إنسانا ابتداء.

أما إست الشيخ وأشياء أخر قد أثارتك، فهي لا تعنينا، ما يعنينا هو إيقاف عملية استضعاف المسلمين في أطراف الأرض، ومنع المسلمين في قلب العالم الإسلامي من نصرتهم بحجة الوطنية والقومية والسوالف الطرمة التي منذ أن أدخلنا فيها قومك وأهل طريقتك ونحن في انحدار واستسفال.

هب أن من يذبحون في بورما كانوا من اليهود، فإن الغرب كله سيتجيش للدفع ضد اللاسامية الممارسة في بورما من قبل المتوحشين البوذيين، لكن من يذبح هناك قد تركهم أهل ملتهم بحجة أنهم لا ينصرون إلا من كان على نفس الأرض التي بال عليها المستعمر قبل بضع وثمانين سنة وحدد لهم أين حدوده. ومن يسمعك يظن أننا نطلب نصرهم على اعتداء أو ظلم، ليت شعري أما تراهم مظلومين لأنهم مسلمين فحسب، كيف تحكم يا جعفر علي؟