حكيم،

معلقتك أعلاه تفيد أنك تبرر ذبح الناس بجريرة غيرهم،

مسلمي بورما هم بورميون، وكونهم من أصول بنجالية لا ينتقص من بورميتهم شيئا، هذا على فرض صحة رواتك، والتي لا تبرر طبعا اضطهاد اهل ملتك من بوذيين لمسلمي نيبال وتايلند، ولا مصير مسلمي كمبوديا الأسود على أيدي إخوانك في الملة هناك، والذين هم موجودون هناك منذ فجر التاريخ، بل تفيد عجزك عن النظر في المرآة التي وضعت خصيصا لك. ما نتوصل إليه هنا أن نداءك بحقوق الأقليات يصمت صمتا مبينا حين يكون الضحايا مسلمين، واجه نفسك قبل أن تنعى على الناس ما تحسبه سكوتا،

عزيزي، حكومة السودان ليست إلا حكومة مملوكية عسكرتارية، على منهج مشوه مأخوذ من منهج مشوه عند الجار الشمالي، وتغييرها لأثوابها حسب الموضة لا ينفي كونها عسكرتارية، وليبيا بالمثل، وكل العقد التي تواها هناك إنما هي مسؤولية القذافي، وليس الإسلاميين الذين شنقوا على أعمدة الكهرباء وسحلت جثثهم السيارات بالشوارع عشية ذات رمضان في بدايات الثمانينات.
ثم أراك تعترض على حكومة "إسلامية" تضطهد أقليات، ولا أراك تعترض على حكومة بوذية تضطهد مسلمين.

أظن أنني لا يمكن أن أريك المرآة أكثر، ولا أطمع أن أغير رأيك قيد أنملة، وأنا أعلم إعجاب كل ذي رأي برأيه.