ولا يوجد في الإسلام ما يحض على القتل والغزو بمفهومهما " السلبي " أو " الإجرامي " إنما آيات عن " الدفاع " عن النفس وحفظ " الدعوة " عندما تتعرض للإضطهاد والأذى ، بينما الأصل في العلاقات هو السلم " وان جنحو للسلم فاجنح لها " وكذلك " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " ، ورجاء لا تحدثني عن أن الديانة البوذية تخلو من أي شيء يتحدث عن " رد الأذى " ومواجهة " العدوان " ومحاربة " المعتدي " لأن هذه الصفات هي آيات فطرية موجودة عند كل بشري مخلوق ، وإلا ما وجدنا وما سمعنا عن جرائم بوذية في بورما وغيرها من المناطق .

فالقضية ليست في " البناء الأيدلوجي " ولا في " النص " لأنهما يفهمان وفق العقل الذي يمحصهما قبل كل شيء وكذلك وفق سياقهما العام ، فمثلاً هناك آية في الانجيل تتحدث تقول " ومن لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر " ورغم ذلك سمعنا عن الحملات الصليبية والابادات الجماعية والمجازر المليونية التي قام بها الصليبيون ، والأمر ينطبق على الديانة البوذية وغيرها .

أما الحديث عن " الأدينة " فأظنك تفهمها خطئاً ، لأن القضية ليست " أدينة " بقدر ما هي نصوص متجذرة في العمق الإسلامي والوعي المسلمي العام والتي تنص على ضرورة الجهاد عند الاعتداء على النفس والعرض وكذلك ضرورة " مساندة " و " دعم " أي مضطهد في أي بقعة في العالم وخاصة لو كان مسلماً يتعرض للإبادة .

أتريدون نزع " انسانيتنا " رغماً عن أنفنا وأن " نتغاضى " عما يحصل في بورما بحجج واهية لا يقبلها العقل ولا المنطق ؟