لا يجب ان نأخذ الأديان بجريرة المنتمين إليها بشكل انتقائي ، فالسفاح هولاكو الذي أقبر الخلافة العباسية كان بوذي المذهب على المنهج التبيتي حسب ما تذكر كتابات المؤرخين . بينما كان أبو العباس السفاح الذي وضع أركان هاته الخلافة مسلما سنيا ، و كان صاحب دعوته وشريكه في الذبح والقتل ابو مسلم الخراساني مسلما شيعيا (كيسانيا) مثلما تصفه المنابر الوهابية قبل الشيعية ..

عموما هل هذا الاهتمام بهموم هاته الأقلية المسلمة المنسية يقابله اهتمام مماثل ومتعاطف بشكل ملموس من طرف الجاليات والمجموعات المسلمة في أراضي السند والهند وبلاد الروس والسودان الافريقي بالقضايا العربية الراهنة في سوريا وفلسطين وقبلها في ليبيا والعراق ولبنان ?

شخصيا لا اسمع لهم صدى الا في حالة واحدة : ردود افعال الحركات الاسلاموية والاصولية (حصرا ) هناك بالتظاهر وبشكل عنيف حين ترد الاخبار عن الاساءة للرموز الدينية مثلما في حالة الرسوم الدانماركية وتطاول سلمان رشدي وتسليمة نسرين في رواياتهم .


من منظور انساني أنا بالقطع ضد مذابح الراكان على يد الغالبية البوذية و في نفس الوقت ضد جرائم لازالت مستمرة كجماعة بوكو حرام النيجيرية الموالية لتنظيم القاعدة التي حرقت المئات أحياءا وتهاجم دور العبادات المسيحية ، وكذا جرائم المجموعات الجهادية في مالي التي دمرت تراثا انسانيا عريقا في الاسبوع الماضي حين اجتاحت غاو وتومبوكتو وهدمت اضرحة تاريخية وبالطبع جناية الجماعات الاسلامية المتناحرة التي دمرت الصومال واغرقت البلد في المجاعة واضاعته الى الابد ...

المنطق يقول ان الجرائم ضد الانسانية في اي مكان وزمان يجب أن تدان بالمطلق و بالمجمل وبكل تجرد ..