اقتباس:أكدت لجنة نظام الحكم المنبثقة عن الجمعية التأسيسية للدستور في مصر أنها وافقت بالإجماع ٬أمس الثلاثاء ٬ على اقتراح من شيخ الأزهر أحمد الطيب بالتنصيص في مشروع الدستور على "أن الذات الإلهية مصونة ويحظر المساس بها٬ وكذا ذوات أنبياء الله وأمهات المؤمنين والخلفاء الراشدين" ، وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط٬ فإن اللجنة بحثت هذا الاقتراح الذي أرسل به شيخ الأزهر بعد التوافق مع ممثلي الأزهر حول الصياغة٬ ورأت أنه نص صريح يجب إضافته ضمن المواد الأساسية لشكل الدولة ومقومات المجتمع.

اقتباس:
الأخبار أيضا تفيد أن السلفيين يريدون إضافة مادة بدل السيادة للشعب تنص على أن السيادة لله ، كما أن الأزهر يرغب في أن يجعل نفسه مؤسسة سياسية تكون هي الوحيد المختصة بتفسير المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع.

لا زال العقل السلفي المتخلف الذي يسيطر على الأزهر يريد أن يستخدم القانون لفرض اعتقاداته على الناس بالقوة وخلق تابوهات جديدة ، وخلق مؤسسات رسمية تمارس الوصاية الفكرية على عقول الناس ، حيث أنه وبناء على هذه المواد التي يريدون تضمينها بالدستور لخلق مجتمع الإكراه ، سوف يصبح اعتناق المسيحية مثلا أو الترويج لها بين أطفال المسيحيين أنفسهم جريمة ، فكل المسيحيين بالعالم مثلا يؤمنون أن النبي محمد هو شخص ادعى النبوة وأنه ليس بنبي وإذا أراد أن يقنع المسيحي ابنه الصغير بهذه الفكرة البديهية التي يقوم عليها دينه فسوف يتعرض للملاحقة القانونية بناء على ذلك ويكون فعله مخالف للدستور والقانون.

ألم يكن الأجدر بكم أن تكتفوا بمادة تنص على أن مبادئ الشريعة الاسلامية كمصدر للتشريع ، لماذا تريدون أن تملؤوا الدستور بمواد دينية ، الدستور أيها المتخلفون هو أعلى نص تشريعي ووظيفته هي بيان الحقوق السياسية للناس كأفراد وكمجموع وبيان شكل نظام الحكم و توزيع السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية ، الدستور أيها الرجعيين ليس وسيلة لتركبوا على ظهور الناس ولتفرضوا عليهم أفكاركم ، الدستور أيها المتخلفين حضاريا ويا أعداء الحرية ليس وسيلة لممارسة الإرهاب الفكري على الآخر وخلق مجتمع الإكراه الذي يعادي الحريات الفردية.

لا شيء يسر الخاطر في مصر إذا كان هذا هو مستوى تفكير النخبة الثقافية فيها

المشكلة أن كل هذه الممارسات تتعارض بشكل صريح حتى مع نصوص القرآن التي تؤكد على حرية الاعتقاد وأن الله عز وجل هو وحده المختص بمحاسبة الناس يوم القيامة على هذه الأمور وتمنع الإكراه الديني بل وترفض أن تعطي للنبي محمد ( ع ) هذا المقام عندما قال له (لست عليهم بوكيل) ، فكيف يعطي هؤلاء لأنفسهم هذا الحق