الآن في حلب المشهد على الشكل التالي:
أفراد من الجيش الحر والذين غالبيتهم من خارج حلب يستوطنون افقر وأكثر احياء حلب تعاسة ( مساكن هنانو - الحيدرية - الصاخور - صلاح الدين - الميسر - الجزماتي - باب النيرب - الفردوس - باب الحديد - سيف الدولة - الزبدية ..... ) وانا استغرب حقا لماذا يتخذ الجيش الحر بيوت المدنيين الفقراء كأماكن للهجوم على الجيش النظامي , يعني فوق الموتة عصة قبر , ومن شاهد ما يحدث وما حدث في حمص من خراب وتدمير بسبب تمركز الجيش في احياء المدنيين , وهم يعرفون تماما ردة فعل النظام وأنه سيقصف بلا رحمة وسيدمر كل مكان يختبئ فيه الجيش الحر وجيش النظام لن يسأل لا على مدني ولا على محارب فبأي حق يحتل الجيش الحر بيوت المدنيين تحت حجة التحرير , ألم يفعلها سابقا حزب الله فأتهمه العالم قاطبة بأنه يستغل المدنيين كدروع بشرية , والآن انقلبت الآية واصبح الأمر تحرير عن طريق تدمير المدن السورية واحدة تلوى الأخرى , والنتيجة المعروفة مسبقا , تدمير لنصف مدينة حلب وانسحاب الجيش الحر انسحابا تكتيكيا مثل العادة , وفي الآخر يموت الشعب الفقير بين هذا وذاك والكل يطبل ويزمر حسب الموسيقى التي يهوى .
في كل الأعراف والقوانين لا يجوز استخدام المدنيين كدروع وبيوتهم كمنصات إطلاق أو مراكز هجوم , إلى عندنا الجيش النظامي يفعلها وكذلك الجيش الحر تحت مسمى التحرير ونحن وهو نعلم مسبقا أن هذا مجرد هراء , فلا تحرير ولا من يحزنون , ولكن الأمر مجرد محاولة لإقامة منطقة عازلة تشرف عليها تركيا وهذا التحرك في حلب مكشوف ومعروف الهدف منه .