يظن بعض الزملاء أن الخطأ يبرر بمثله، وأن الجريمة تقارن بمثلها،

الجريمة جريمة، وليس لها دين ولا مبدأ، وقد يرتكبها المسلم والبوذي والمسيحي واليهودي والملحد واللاديني،

ما يقع على مسلمي بورما جريمة، لكن لماذا لفت خالد النظر إليها دون لفت نظر إلى جرائم أخرى تقع على الأقباط، على مسيحي الباكستان، على منبوذي الهند، إلخ...

لأن الزملاء الذين معنا في النادي عند كثير منهم مشكلة في النظر إلى الآخر، فالآخر الذي هو مسلم عند كثير منهم مجرم بالضرورة، عليه أن يقدم تقرير حسن سلوك كل طلوع شمس وكل غروبها، ومجرد شهادته أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله تكفي لإدانته. دعكم من الكلام الفارغ الذي يأتي بقالب من مثل لسنا ضد المسلم إن ترك الناس وما يعتقدون ولم يخرج دينه من بيته، هذا الكلام لا قيمة له فالمسلمين في البوسنة والهرسك، وكوسوفا، وأقاليم كثيرة من روسيا الإتحادية، وأراكان، كلهم لا يكادون يعرفون من الإسلام إلا إسمه، وإلا أنهم مسلمون فحسب. وهذا يكفي لإدانتهم وتحميلهم أوزار البشرية أجمع.

الحقيقة أن هناك مشكلة بشرية عامة تتعلق بالأكثرية والأقلية والآخر، وشيطنة الآخر واضطهاد الأقلية المختلفة، هذه المشكلة كان أول من وظفها سياسيا حسب الوصف القرآني هو فرعون إذ قال عز وجل فيه: (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين)

وقد كان قديما أن البشر مختلفون، وأن هناك كثرة برأي وقلة برأي آخر، لكن استضعاف المختلف والتسلط عليه، هو سياسة إفساد في الأرض ينبغي الوقوف ضدها، بغض النظر عمّن يقوم بالإستضعاف ومن هو المستضعف. لأن سياسة الإستضعاف تفضي إلى تضييع الحقوق ونشر الظلم والجور، وتنتقل العدوى بها من الفئة التي يتم استضعافها إلى الفئة المتجبرة بعد حين فيصير داخلها فئات أقوى من فئات وأقوام أعلى من أخرين، وهلمّ جرا.

نحن حين لفتنا النظر إلى الجريمة التي يقوم بها البوذيون بحق مسلمي أراكان، لا يكون هدفنا تبيان أن البوذيين مجرمون بالطبيعة والسليقة وطبع التدين، كما يدرج الكثير من المخالفين لنا هنا أن يصفوا المسلمين بكل سفاهة أنهم مجرمون بطبيعتهم ما داموا مسلمين، وأن الحل النهائي لهم يكون بتركهم الإسلام أو تصفيتهم. بل نهدف إلى توضيح هذا الخصلة البشرية السيئة، لعلنا نلفت نظر من يستطيع أن يجد حلا فنخرج من هذه المشكلة بشيء. وليس مقصودنا الندب ودعاء الويل والثبور وعظائم الأمور.

سأضع موضوع صلة الموصول في بطني يا ابن سوريا، فالمعنى المقصود قد وصل لمن يعنيه الأمر.

لكن في العاصفة قد وضعت موضوعا عن النحو، وآخر حلقة فيه كانت عن الإسم الموصول، فانظر فيها، وانظر لو استبدلت الإسم الموصول في الجملة التالية باسم صريح، ماذا يحل بصلة الموصول بعده.

مرّ الذي كتب الموضوع (كتب الموضوع هي جملة صلة الموصول)
مرّ خالدٌ كتب الموضوع.(ماذا ترى في صلة الموصول بعد استبداله بالإسم الصريح)