بالنسبة للمرجعية الاخلاقية:

من بداية الشريط لم يجب احدهم على سؤالي....بما فيها أصحاب الشان...بل راحوا يضرمون الحرائق هنا وهناك لاشغال الاخرين عن السؤال المركزي:ما هي المرجعية الدينية والاخلاقية للعلوي؟...هل هناك حزمة قيم؟
أسأل هذا السؤال لأنني متابع الربيع العربي بكافة تفاصيله...وبطول الربيع العربي وعرضه لم نر سفالات كالتالي مارسها ويمارسها النظام واعوانه (اخرها هنا في هذا الشريط المقرف الذي يتباكى صاحبه على قصف كنيسة ويغض بصره عن عشرات غيرها على يد نظامه...يتباكى على كنيسة ويتغاضى عن تدمير مدن بكاملها...والهدف معروف....هو محاولته استمالة ميليشيا اخرى تتحالف معه...).
لم يشهد التاريخ الا في صفحات الهمج والرعاع من تتار ومغول ما شهده على يد هؤلاء ....انا لا اتكلم من عندي....بل العالم كله اشمئز من هذه العصابة الاقلوية المريضة....هل عمرك رأيت تلفزيون يجري مقابلات مع أشخاص يحتضرون؟...هل عمرك رأيت "اعلامي" يتجول بين القتلى ويجري مقابلات مع اطفالهم المختبئين خلف الجثث؟


لنعود الى السؤال المحوري: من انت وما هي اخلاقك وما هو تاريخك وما هو دينك وما هو مرجعيتك الاخلاقية؟
اعطيني كتاب ديني....بلاها ديني...اعطني كتاب حزمة قيم ترتبط بها....اعطني "السبب الاخلاقي" الذي يمنعك عن القتل والاغتصاب....(تقريبا وبحدود علمي لا يوجد عندك).
يعني المسيحي....عنده عشرات النصوص التي تمنعه عن القيام بذلك...ولو قام بهذه الامور مسيحي...او حاول القيام بها باسم المسيح....لتم ببساطة الرجوع الى انجيله (الكاتالوج الاخلاقي الخاص به) وتذكيره....وهناك الكثير من المسيحيين الغير متدينين اذا ارادوا ارتكاب فعل ما وكان خطيئة...قد يعدلون عنها -اخلاقيا- رغم انهم غير متدينين بل قد يكونون ملحدين...
المسلم (سني وشيعي) لديه "كود" أخلاقي....هذا لديه كتب...وهذا لديه كتب....يعني لم اسمع شيعي جعفري يقول "أركع للخميني"....او اسمع شيعي جعفري يمارس هذه السفالات وكنت دائما استغرب من الشيعة الجعافرة بسبب تحالفهم -السياسي- مع النظام السوري واعوانه،فالشهادة لله تعاملي المباشر والشخصي مع الجعفري ينذرني دوما أنني امام كتلة أخلاقية بالاساس قبل ان تكون دينية.
اما انت؟..من أنت وما هي مرجعيتك الاخلاقية؟...ما المانع من ان تقوم بالسرقة والرشوة والاغتصاب؟!
طبعا الامر ليس متعلق بالثورة السورية الحاصلة لنقول اننا في حرب وكل شيء مباح في الحب والحرب!...بل الامر قديم وسابق ويعرفه كل السوريين..البذاءة في الكلام والحقارة والنذالة هي صفات أصيلة في هذه الشخصيات....السرقة والرشوة والاعتداء على اموال الاخرين وعدم تحريم المال ايا كان مصدره سواء مخدرات او موانيء غير شرعية او دعارة صفات أصيلة في هؤلاء...واللي بينكر أحط اصبعي في عينه.
قرأت رواية "القوقعة " لصاحبها "المـــســـيـــحـــي" مصطفى خليفة يروي فيها تفاصيل سجنه لمدة 13 عاما في سجن تدمر بتهمة الانتماء للاخوان المسلمين....روى الرجل عن هذه المجموعة ابشع الروايات....لم يكن في طول الرواية المكونة من 160 صفحة أي شهادة خير بحقها!....كانوا كلهم خنازير...طبيب السجن كان من القرداحة...أشرف على قتل زملائه (الاطباء) المساجين!!...هل عمرك رأيت وساخة أكثر من هذه؟
في بداية الثورة وردت أخبار ان الاطباء والممرضات العلويين يقتلون الجرحى في المشفى الوطني بحمص...صرخت بناقل الخبر وقلت له :"مستحيل!!!"(والأمر موثق بالمناسبة)....أقسم لي ولم أصدقه...لأنني كأنسان سوي لا أصدق ان مهنة الرحمة ممكن ان تصل بصاحبها الى هذا الدرك من السفالة حتى وردت الصور من قناة الدنيا -بالخطأ- وهي تظهر كيف يضرب الاطباء العلويين الجرحي!!!



ختاما اكرر الطلب....أعطني "كودك الاخلاقي"....