فؤاد الهاشم

اللهم انصر.. «بوش»!!

الاحد 24/10/2004

.. «ماذا لو كان هناك رئيس ديموقراطي في البيت الأبيض يوم الخميس الثاني من آب 1990 حين احتلت الكويت من قبل النظام العراقي واختفت من على وجه.. الخريطة»؟! هذا سؤال افتراضي وفي علم الغيب حتى لا نعلم اجابته حتى قيام الساعة، لكن من المؤكد ان صدام حسين كان سيستمتع باحتلاله للكويت لفترة أطول بكثير من سبعة أشهر، وبالتالي، فسوف تطول معاناة شعبنا أكثر.. فأكثر! هل الولايات المتحدة الأمريكية «دولة مؤسسات» بمعنى ان تغيير رئيس وقدوم آخر لا يعني انقلابا سياسيا مثلما يحدث في العالم العربي؟! المعلوم الشائع ان واشنطن ليست مثل العالم الثالث في هذا الأمر، لكن الواقع ـ وخلف الكواليس ـ يشير الى عكس ذلك.. تماما! في عام 1990، وبالتحديد في شهر اكتوبر، كان الرئيس جورج بوش الأب قد قرر ـ بمفرده ـ مع مجلس الأمن القومي الذي يرأسه ان يقوم بتحرير الكويت.. بالقوة العسكرية، بينما التزم «ديك تشيني» وزير الدفاع الصمت المطلق، واعترض «جيمس بيكر وزير الخارجية» على القرار مفضلا ترك عملية الاحتلال العراقي للأمم المتحدة مثلها في00 ذلك مثل قضية.. فلسطين! حين رأى «بيكر» إصرار «بوش» على استخدام القوة، غضب بشدة و«زعل» وتوجه الى ولاية «وايومنج» معتكفا هناك لأكثر من.. شهر! السيناتور «كنيدي» والسيناتور «كيري» ـ المرشح الحالي للرئاسة وعدد من أعضاء الحزب الديموقراطي كانوا الأكثر عداء لفكرة الرئيس، بل رفضوا لقاء أي مسؤول كويتي يزور واشنطن ليتحدث معهم، كانت رؤوسهم أكثر تحجرا من صخور جبال «روكي»، وألسنتهم أكثر جفافا من صحراء «أريزونا»، قرارهم كان واضحا وصريحا و.. مخيفا «لا.. للحرب من أجل تحرير الكويت، ونعم لخلق إضبارة جديدة في الأمم المتحدة تتبع إضبارة القضية الفلسطينية»!! اهتمام «الديموقراطيين» بالشأن الداخلي من تعليم وصحة وضرائب وأمن اجتماعي على حساب القضايا الخارجية كان سيجعل الكويت ـ ربما ـ محتلة الى يومنا هذا على عكس الحزب الجمهوري الذي شاء حظنا ان يترأسه رجل عنيد ومخلص ووفي للمبادىء والقيم والأخلاق مثل جورج بوش الأب! أتمنى من البارىء عز وجل ان يفوز «بوش الابن» على «كيري ـ الكارثة» ليس من أجل العالم الحر فقط، بل من أجل الولايات المتحدة ذاتها وهي تخوض حاليا حربين دمويتين من أجل الحرية في العراق وأفغانستان، ولو حدث ما لا تحمد عقباه ووصل «كيري» الى الرئاسة بينما رجال ونساء أمريكا يقاتلون من أجل حرية العالم، قإن التغييرات التي ستحدث في القيادتين السياسية والعسكرية ستكون أشبه بمن يتبادل مقعد القيادة مع زميله في سيارة سباق تسير بسرعة 250 كيلومترا في الساعة عبر طريق.. جبلي! ليكن دعاء كل مواطن كويتي في هذا الشهر الكريم.. «اللهم انصر بوش على كيري من أجل كل مظلوم ومهدد و.. خائف»!!