زميل خالد الذي أحترم
أراحت كلماتك أعصابي عن مصير الأطفال بعد الموت، رغم أن الآخرة لا تهمني أصلاً فالموت عندي يعني العدم، لكن للموت حرمة لا يجوز انتهاكها حتى لو كان الميت طاغية، فكيف إذا كان طفلاً غير مكلفاً ؟ و رغم أنني أتذكر أن مصير أطفال الكفار ليس الجنة لكني أرى أن مجرد البحث الآن عما يؤيد رأيي هو تضييع للوقت ويكفي تأكيدك بوجود طائفة من أهل العلم ترجح دخوله الجنة لأقتنع !
أنا بعيدة، ولا أعرف عن الثورة ـ للأسف ـ إلا ما أقرأه على النت وما يرويه لي على الهاتف أهلي ـ مسيحيين ـ وأصدقائي ـ كلهم مسلمين ـ
أهلي يخبروني عن السلفيين الذين يهددون سكان وادي النصارى حيث يسكنون بالجزية وبالخطف مقابل المال، وأصدقائي يخبروني عن ضرورات الحياة التي أصبحت رفاهاً في المناطق المنكوبة وعن خسائر الأرواح والجثث التي لا تجد من يدفنها أو حتى يتعرف عليها.
الأبرياء من الطرفين يدفعون ثمناً لحرب لم يريدوا دخولها أصلاً، بالطبع لا نقاش أن المدنيين السنّة دفعوا في هذه الحرب أضعاف ما دفعته الطوائف الأخرى.
لكنني لا أفهم لماذا يكون التعميم حلال على طرف حرام على الآخر، يخطر في ذهني موضوع المبالغة بالتعميم Overgeneralization
منذ ثماني سنوات لم أدخل الكنيسة إلا مرتين، مرة يوم وفاة والدتي ومرة ضمن مناسبة اجتماعية، رغم ذلك أجد نفسي مضطرة في كل مرة ربما للطعن في الدين المسيحي الذي لا أؤمن به أصلاً ولا أرى في المسيح إلا شخصية إصلاحية أضاف إليه أتباعه الصفات الخارقة و جعلوه ابناً لله مضاهاة لجيرانهم اليهود الذين تباهوا أنهم شعب الله المختار ! فقط كي يعرف زملاء النادي أنني أتكلم باسم مرجعيتي الأخلاقية لا الدينية.
أما كلامك عن الدولة و الأمة فهو رغم صحته التاريخية فإن إسقاطه على المستقبل يدخل في إطار الأماني لا أكثر، أربعون عاماً من القهر والظلم لن يكفيها عشرة للأخذ بالثأر، أما ما دفعه السنّة من أرواح أبرياء (وهنا لا أتكلم عن المقاتيلن أو المسلحين) في السنيتن الماضيتين فسيستلزم أضعافه من العلويين خصوصاً لا للأخذ بالثأر لا سمح الله بل هو من قبيل القصاص العادل.