عزيزتي ألين،

خاطبيهم بما يعرفون، فكم من جوهرة نفسية ضاعت لأن صاحبها لم يعرف كيف يجذب لها الناس.

من قال لك من المسلمين أن هذا الطفل لن ينجو يوم القيامة، فقولي له إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قال "رفع القلم عن ثلاثة، وقال الصبي حتى يكبر"
ومن قال لك من المسيحيين أنهم أطفال لم يعتمدوا، فقولي له أن المسيح عليه السلام قد قال "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ"

لكن ليس هذه هي القضية،

القضية أن نترك الجريمة التي تقع هنا واليوم، ونذهب إلى الله عز وجل لنقرر عنه من في الجنة ومن في السعير.

القضية أن الأطفال تقتل اليوم وهنا، وليس مصيرها يوم القيامة، الأطفال هم مسؤوليتنا، والدماء البريئة هي في أعناقنا، وهذا ما نسأل عنه في هذه الحياة ويوم القيامة، فماذا أعددنا لها، بدل أن نذهب لنجلس في كرسي الديّان لنحاسب الناس بدلا من الله عز وجل.

كل من يطيل في عمر نظام مافيات الأسد فهو شريك في هذا الدم المسفوك ظلما، كل من يقف على الحياد حين تنزل شلالات الدم، توشك أن تصل إليه فتغرقه.

من العجز أن يترك المرء فتنة اليوم مخافة فتنة الغد، فيقعد عن خلع طاغية آل الأسد فزعا من أن تحكم الأكثرية ويصل الإسلاميون إلى السلطة، ليت شعري لئن كان الأمر بأكثرية طائفية فالأكثرية أولى بالحكم، وإن لم يكن ففيم يجعل البعض من أنفسهم أقليات ثم يقسموا الناس شيعا وطوائف، ثم يزعمون أنهم سوريون أولا وآخرا؟

ثم بعد ذلك كله، إسقاط الأسد عن عرش دمشق هو أولى خطوات حقن الدم، والخائف من المستقبل ليس إلا مثل من يطيل في عمر مرض لخوفه من عوارض الأدوية الجانبية.