القضية السورية هي مثل كبة من العقد المربوطة كلها بعقدة واحدة كبرى، وملايين العقد الصغيرة.

من الترف أن ينصرف المرء لحل العقد الصغيرة ويترك العقدة الكبرى محلها، لأن أصابعه تؤلمه منها.

العقدة الكبرى في سوريا، والتي شكلت كل العقد، والتي تهيمن على المشكلة، وحلها هو أول الحل للقضية السورية هي وجود النظام المافيوزي الحاكم في سوريا، والنظام لا يعني الدولة، لأن الدولة يسلم راسكو عطتكو عمرها من شي اربعين سنة إذا مش أكثر.

يللي بدو يقنعني أن الذي يحكم الناس في سوريا منذ 1970 حتى اليوم هو دولة فهو واهم حقيقة، الموجود في سوريا هي مافيا كبيرة قد أخذت شكل الدولة، لكن ليس بينها وبين الدولة حتى البر والإحسان.

حين يسقط النظام، وهو ساقط قريبا بإذن الله، فإن على السوريين مهام شاقة عسيرة، آمل من الله أن يعينهم عليها، وأن يييسر لنا أن نعينهم أيضا عليها، وأشق هذه المهام هي بناء الدولة من تحت الصفر وليس من الصفر، لأنهم قبل بنائها عليهم إزالة ركام أربعين سنة وسنتين.

ما هو ذلك الشيء الذي تمتع به السوريون ونخشى عليهم أن يفقدوه إذا ثاروا؟
الحرية؟ العدل؟ حقوق الإنسان؟ العدالة الإجتماعية؟ الكرامة؟ الحياة؟

كل ما تقدم يا سادة يا كرام قد سبق أن سلبهم إياه النظام، ووفر لهم بعد ذلك لقيمات من الطعام وبلغ من الماء، ثم ربحهم عليها جميلة، يا ويلنا إن ارتد أملنا إلى لقمة الطعام وصار طموحنا كأسا من الماء.. ديدان الأرض قد نالت ذلكما بكرامة منها ودون خضوع لآل الأسد.

ماذا نخشى على السوريين؟
هل نخشى عليهم أن يصيروا أحرارا؟ أم نخشى عليهم الإسلام والإسلاميين؟
الحرية لا يخشى منها لأن الإنسان ولد حرا ليعيش حرا وليموت حرا، ولم يولد مستعبدا لأحد.
أما الإسلام فهو السوريون، ولا يخشى على السوريون من أنفسهم إلا إن أردنا أن نختزل من تاريخ السوريين خمسة عشر قرنا وننسى أنهم قد قادوا هذا العالم الإسلامي في أشد ساعاته إضاءة ونورا، قادوه جهارا نهارا. وإلا إن أردنا أن نفرض تصور بعضنا عن الإسلام والإسلاميين على السوريين لأن هذا البعض يرى في نفسه الوصاية على الناس والتقدمية عليهم، وإلا إن أردنا أن نحذر الناس من فتنة قد تأتي وقد لا تأتي، ونجعلهم يغفلون عن الفتنة القائمة المستمرة.


حل المشكلة السورية يبدأ صبيحة إزالة هذا النظام أو عشيتها، وكل من يزيد في عمر هذا النظام ولو ساعة فإنما يصب الكاز والبنزين على النار التي تحرق أهلنا في سوريا.


المشكلة أنه حارتنا ضيقة وبنعرف بعض، وبنعرف شو إعراب النظام السوري، ولا بد يكون شخص من أهلنا قد مر في سوريا وتم التقاطه والتنكيل به إن لم يكن أحدنا شخصيا قد مر بهذا، حتى ولو لم يكن سوريا.. فكيف نقبل لشعب كامل من أهلنا يعد ببضعة وعشرين مليونا أن ينام ويقوم ويصبح ويمسي على الجمر الحارق من هذا النظام؟