واهم من يظن أن مشكلة سورية تدور حول شخص أو أشخاص مهما أظهروا من جنون القتل وفنونه، واهم من يظن أن الأمر يقتصر على بعض البلاطجة واللصوص، ما يحدث في سورية هو محاولة طموحة لاقتلاع منظومة دولية فاسدة تم تحصينها وتمكينها لنصف قرن..لغايات أكبر من سورية وأوسع من الشرق الأوسط...
سورية الأكذوبة عملنا جميعا على تحويلها إلى حقيقة، ومع كل ما انتابها من قطع أوصال وابتلاء بطغيان مديد، ما زالت روح المدنية تحاول لملمتها كحقيقة صنعها السوريون برغبتهم الحضارية
ما زال بعض الامل يحوم في أن ننتمي جميعا إلى سورية بدلا من الوقوف وراء طاغية بدت عوراته حتى للعميان..
لا شك أن الوقوف إلى جانب الحق وخاصة ممن استمرأ فتات الطغيان أمر صعب..من يغش نفسه ويلتف على نوازعه المخجلة لن يفلح في إقناع نفسه ناهيكم عن الآخرين. من السهل الدفاع عن حق يستهوينا.. لكن من الذي يدافع عن الحق إذا كان الباطل يجود عليه بهبات ليست له؟!
تلك مسألة تسقط فيها كل ادعاءات الانسانية والمدنية والحضارة والعلمانية...وتظهر فيها الهويات الضيقة الغبية..

تساؤل هل لا زالت سورية ممكنة؟ ينبع من عمق جراح من يوالي الطاغية وليس من الطاغية بحد ذاته!!!...
تحياتي للجميع