{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
جنون التاسلم دراسة في سايكولوجيا التدين في عصر العولمة،
زحل بن شمسين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 575
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
جنون التاسلم دراسة في سايكولوجيا التدين في عصر العولمة،
جنون التاسلم دراسة في سايكولوجيا التدين في عصر العولمة،


الخميس, 09 أغسطس 2012 20:57
د. موسى الحسيني /


ليس الغاية من اختيار هذا العنوان إثارة انتباه القارئ، أو حتى الرغبة في تسفيه ظاهرة التاسلم أو التقليل من أهميتها بالعكس إن المطلوب فهم حقيقة هذه الظاهرة، واستخدام الباحث لمصطلح الجنون هنا هو استخدام لمصطلح علمي تماما يعبر عن حقيقة ظاهرة تؤشر الملاحظة المنهجية الى أنها حالة جنون حقيقية، أو حالة مرضية من حالات الاضطراب السايكولوجي أو الأمراض النفسية التي تعني الخروج على ما هو مقبول من السلوك المتعارف عليه أنه سلوك سوي .
الدراسة غير معنية بالمسلمين الذي يتعبدون الله إيمانا وتقوى خوفا من عقابه أو طمعا في مثوبته يوم القيامة. المقصود هنا هو استخدام الدين الاسلامي لتحقيق أغراض دنيوية من خلال تسيسه واعتماده في اللعبة السياسية كوسيلة لتحقيق أهداف دنيوية لا دخل لها بالدين.
قد يكون غرورا أو زهو مبرر أو غير مبرر الادعاء بأني كنت أول باحث عربي، قدم دراسة منهجية عن سيكولوجيا التدين، مبكرا منذ عام 1983، كجزء من مستلزمات نيل شهادة دبلوم الاختصاص أو الدبلوم العالي في علم النفس الاجتماعي، من مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية، أشهر كليات العلوم الإنسانية في العالم، تابعة لجامعة لندن .
عنوان البحث بالانكليزية هو: “الأسباب النفسية للثورة الدينية في الوطن العربي والشرق الأوسط”.
عثرت في أوائل التسعينات على بحث مطبوع في 1986، للدكتور رفيق حبيب تحت عنوان “سيكولوجيا التدين عند الأقباط .”
سنقدم هنا ملخص عن البحث بما يعكس الفكرة الأساسية للدراسة على أمل أن تتهيأ الفرصة الكافية لنشر البحث الأصلي كاملا مع القائمة الكاملة بالمصادر التي اعتمدها الباحث .
كان وقت إجراء البحث الخاص بي هو وقت ما يعرف بالثورة الإيرانية في بداية عهدها وآمال الناس بها ما زالت كبيرة من خلال ما تطرحه من شعارات حول تحرير فلسطين، ومحاربة الاستكبار العالمي، فحفزت، وأشدد أنها كانت حافزا مشجا ولم تكن السبب في ظهور الحركات المتاسلمة التي لها أسبابها الخاصة بالنسبة للعرب كما سنأتي على ذلك .
الحركات المتاسلمة في مصر كانت قد نشطت بعد توجهات الانفتاح الاستسلامية التي بدأ السادات يبديها في طريق الصلح مع الكيان الصهيوني والتبعية للغرب في أواسط السبيعينات والتي تكللت بزيارته المشؤومة للقدس. وكما كشفت جيهان السادات بأن اعتماده هذه السياسة كانت رغبته لاستخدام هذه الحركات لمواجهة التيار الناصري .
في أفغانستان – لا في فلسطين – سمعنا لأول مرة عن الجهاد والمجاهدين ضد احتلال الكفار السوفييت لأراض إسلامية، لنكتشف فيما بعد أنها مجرد لعبة أميركية استخدمت النظام السعودي والأموال السعودية، كأداة لتنفيذها بغية مشاغلة وإنهاك الجيش السوفياتي بلعبة ما يعرف في العلاقات الدولية بالحروب بالواسطة .
شدتني كل تلك المظاهر، وكانت لدي ملاحظات شخصية قديمة حول بعض الاشخاص الذين رأيت كيف أنهم يتحولون بشكل فجائي للتدين على أثر صدمة نفسية قوية تصادفهم في حياتهم كفقد قريب أو حبيب أو الخيبة والفشل في تحقيق رغبة أو طموح كبير، كل ذلك دفعني لاختيار موضوع سيكولوجيا التدين أو علم نفس التدين. وقد جاءت كل الدراسات التي تطرقت أو تناولت الظاهرة، فيما بعد، لتؤكد صحة الفرضيات التي وضعتها وصحة النتائج التي توصلت لها. على أن هناك دافع أكاديمي آخر شجعني على اختيار الموضوع وهو قراري للتحول لدراسة العلوم السياسية على مستوى الدكتوراة فكان اختيار الموضوع يقربني أكثر للعلوم السياسية لأنه يندرج تحت عنوان علم النفس السياسي أيضا، فالتاسلم هو تسييس للدين بهدف تحقيق أهداف دنيوية لا دخل لها بالدين أو الإسلام .
نعم إن حالة التاسلم التي بدأت تجتاح الوطن العربي هي حالة جنون جماعي تجتاح أوطاننا، لا دخل لها بالدين أو الإيمان بالله وطلب مرضاته وثوابه، أو الخوف من عقابه في الآخرة.
كي نحدد بالضبط مستوى الثقة بالقول بأن المصطلح هو تعبير عن ظاهرة واقعية تتخذ دراستها أو استخدام المصطلح في توصيفها صفة الصدق المنطقي والثبات كدلالات على صحة فرضيات البحث ودقتها رغم أن الباحث هنا أو في البحث الاساسي اعتمد على الملاحظة الشخصية ولم يستخدم أي اختبار لاستحالته في مثل هكذا دراسات .
علينا التوقف لتعريف بعدي المصطلح: الجنون أو الاضطراب العقلي أو الاضطراب النفسي السلوكي كما يتفق على تعريفه المختصين النفسيين، هو حالة من عدم السواء، أو الشذوذ عن ما هو مألوف من أنماط سلوكية سائدة أو متفق عليها اجتماعيا أو تلك التي تنظمها مجموعة قواعد قانونية متفق على أنها تمثل نماذج للسلوك أو رد الفعل السلوكي الطبيعي تجاه مثيرات أو أفعال محددة في مجتمع ما .
ترتبط هذه الأنماط السلوكية الشاذة عادة بسلسلة من الانفعالات وحالات الشد أو الضغط النفسي والهياج العصبي، أو أي أشكال أخرى من الانفعالات التي يكتسب بها السلوك صفات شاذة تعكس أشكال من الاضطرابات الوظيفية للشخصية. لذلك قيل عن الغضب الزائد على أنه جنون مؤقت.
لا يندرج ضمن حالات الشذوذ هذه، الاختلاف في وجهات النظر عما هو مالوف في مجتمع ما، التي تعتمد على المحاججة العقلانية المنطقية، حول العقائد الدينية أو السياسية، ما لم يكن هذا الاختلاف مرتبط بشحنات انفعالية تؤثر على الأداء الوظيفي والسلوكي في العلاقات مع الآخرين، وعموم الأوضاع للشخصية .
ووفقا لهذا المفهوم المتفق عليه للجنون، لا يمكن النظر لحالة الاندفاع الجماهيري نحو التأسلم إلا على أنها حالة هستيريا جماعية، لا علاقة لها بالعقل ولا الإيمان بالدين. وهناك اتفاق أيضا بين المختصين النفسانيين أن حالات الهستيريا أو الانفعالات النفسية الشديدة قد تنتقل أحيانا بالعدوى كما هي الأمراض العضوية الأخرى.
ونشدد هنا على أن ما نراه هو تأسلم وليس تدين، وهو الذي يمثل البعد الآخر للبحث فهو لا يشبه ولا يرتبط بالإسلام الذي نعرفه، إلا بالأقوال. بل هو حركات جماعية أو فردية تتبنى اسم الإسلام أو مفاهيم إسلامية، نتيجة لاضطرابات نفسية تعاني منها شخصية هؤلاء المتاسلمين، دون أن نرى إثر لقيم الإسلام وأخلاقياته في سلوكياتهم .
إن الإسلام الذي نعرفه نحن عامة المسلمين بما يتضمنه من مبادئ وقيم تحددها تعاليم الدين الإسلامي على إنها معيار للعمل الصالح المرضي عليه من الخالق، وما يعتبر من الحسنات التي يمكن أن يثاب عليها الإنسان في الحياة الآخرة، كالأمانة والوفاء، الصدق، ومعاملة الآخرين بالحسنى، رفض السرقة، والخيانة، والزنى، القتل، وغيرها من القيم المعروفة الآخرى التي يتمسك بها العرب أو بقية مواطني الدول العربية من غير العرب، مسلمين أو أديان أخرى بما فيهم العلمانيين. لعل غالبية المتاسلمين يقفون بعيدا عنها بمسافات واسعة قد تختلف من شخص لآخر. فالتأسلم وكما عرفناه في أعلاه: هو استخدام الدين الإسلامي لتحقيق أغراض دنيوية من خلال تسييسه واعتماده في اللعبة السياسية كوسيلة لتحقيق أهداف دنيوية وإشباع رغبات شخصية لا دخل لها بالدين، فهو دين جديد تماما غاياته الحياة الدنيا ولا علاقة له بالآخرة أو الإيمان المزعوم بالخالق .
ولمعرفة دلالات ما نقول به ومدى تطابقه مع ما يجري في الواقع أتمنى من القارئ أن يلاحظ مايلي من الخصائص السلوكية لهؤلاء المتاسلمين :
لو راقبنا أي من هؤلاء المتاسلمين في حياتهم اليومية العامة لوجدنا أن من الإجحاف الشك بصدق ما يمارسونه من عبادات كالصلاة والصوم أو قراءة القران، لكنهم يمارسونها عادة بطريقة أقرب للاستعراض، ويتطرف بعضهم بإضافة عبارات توحي لسامعها طبيعة الشخصية المتشددة، فهي متدينة بدرجة من الشدة تختلف عن ما هو معروف، يرددها المتاسلم، ويكون عادة ما اختارها من تلقاء نفسه أو تقليدا لشيخ أو إمام، يشابهه في الحالة النفسية. كتلك العبارات الزائدة التي يضيفونها في حالتي الركوع والسجود .
إن أداء العبادات عند المتاسلمين مصحوبة في أغلب الأحيان بما يشبه الاستعراض أو الرغبة في أن يراهم الآخرين. يتشارك في ظاهرة الاستعراض هذه المتدين كحالة تأسلم، مع بعض النصابين الذين يستخدمون الممارسات العبادية بغية التظاهر بسلامة نواياهم، وتقواهم وخوفهم من الله كي يصلوا من خلال تلك الصورة التي يتظاهرون بها، الى ما ينوون مسبقاً تحقيقه من أغراض أو مكاسب يطمحون لكسبها من الآخر. إلا أن النصاب يمارس تلك الطقوس فقط في أماكن محددة يتوقع أن يراه فيها من ينوي التأثير بهم. يختلف بذلك عن المتاسلم الذي يمارس طقوسه بحضور أو غياب الآخر. ما يهمنا هنا ليس استخدام الدين كجزء من عدة النصب، بل نحن هنا مهتمين بالتأسلم كحالة سيكولوجية مرضية. لعل طريقة كي الجبهة بحجر ساخن ليوحي المتأسلم للناس حجم ما يقضيه من وقت في الصلاة خاصة الشباب منهم ما هي إلا علامة من العلامات التي تظهر اندساس النصاب في حركات التاسلم، أو هو يجمع الصفتين بوقت واحد، رغم أن صفة الاندساس هي الأرجح. وهي دلالة أخرى على الميل للاستعراض .
هذا النموذج من النصابين يمثل استثناء من الدراسة، فالنصب هنا يمثل طريقة عيش غير سوية أيضا اختارها ليحقق أغراضه الدنيوية من خلال استثمار توجهات التاسلم، فهو مريض لأسباب أخرى لاعلاقة لها بما نوصفه من سيكولوجيا التدين. وحالته تمثل حالة تخريب وانحطاط أخلاقي احيانا أو ما يعرف باضطراب الشخصية. (لمن يرغب بالتعرف على سايكولوجيا النصاب يمكنه الرجوع الى كتاب الدكتور رزق إبراهيم ليلة، وهي بنفس الاسم أي سيكولوجيا النصاب، القاهرة: مكتبة سعيد رأفت، بدون تاريخ) .
عموما لا أحد يمتلك الحق في الشك بصحة الممارسات العبادية للمتأسلم. لكن لو انتقلنا للجانب الآخر من الدين أو ما يسميه فقهاء الدين بالمعاملات. وهي مجموعة من القوانين أو القواعد أو الضوابط التي تحدد سلوك المسلم في تعامله مع الآخرين بما يجعل هذا السلوك مَرضي من الله ولا يخالف الشريعة، وهي تشكل جزء أساسي من جوهر الدين مثلها مثل العبادات. فما لم يلتزم المسلم بالسلوك المنضبط وفقا للقيم التي حددها الخالق يعني أن هذا السلوك يمثل حالة خروج على إرادة الله وطاعته، ويحسب بحساب المعاصي بنفس حسابات ترك أداء أحد العبادات. وملاحظة المتاسلم على العموم سنرى مايثير الدهشة من غياب الخوف من الله أو التمسك بالقيم التي أراد لنا ان نتعامل وفقها مع الآخرين. أي أن المتاسلم بقدر ما يظهره أو يبدو عليه من صدق في الجانب العبادي أو الطقوسي، هو إنسان مختلف بشكل ملحوظ في الجاني المعاملاتي من الدين .
سنجد أن المتاسلم الذي ربما كان صادقا وهو يبكي خشوعا عند الصلاة أو قراءة القرآن، لا يتورع عن الكذب، والسرقة والاحتيال في تعامله مع الآخرين، عادة يميل الغالبية منهم لسرقة الآموال العامة، لو سألته كيف يجوز له هذا، سيفسرها لك على أنها أموال مجهولة المالك وهو مسلم محتاج وهذه أموال المسلمين. أو سيقول أنه مافعل ذلك إلا ليرجع الحق لأهله وأنه سيبذلها في أعمال البر والخير وإعادتها لأصحابها من فقراء المسلمين، وعندما يستلم أموالا من طرف أو جهة أجنبية يقول لك أنها خراج أخذه من كفار. وغير ذلك من الأعذار الجاهزة التي ربما يعززها بآية قرانية أو حديث من أحاديث أبو هريرة. هو حتى لا يستحي ولا يتقي الله في أن يسرقك من خلال العمل أو التجارة، ليقول أن الله حرم الربا وحلل البيع والتجارة. لتمتزج هنا صفتي الاحتيال والسرقة. وفي أي مكان في العالم صار بناء جامع أو تعمير جامع أو أي مؤسسة دينية يمثل أفضل مشروع تجاري مربح ينقل صاحبه أو أصحابه الى مستوى آخر من العيش المترف.
رأيت متدينيين ملتزمين بتعصب بالدعوة أو التظاهر بالدين لا يتورعوا عن السرقة في الدانمارك وفرنسا قبل أن تنتبه المحلات التجارية لذلك وتشدد من أساليب الحماية، عندما تسألهم مستغربا كيف يجوز لهم ذلك، يبررها رأسا إنها خراج أو أموال أعداء الإسلام أو الكفار، وأنه في دار حرب وغير ذلك من الأمور مع إنه يستلم كل المخصصات التي تقدمها بلاد الكفار هذه للاجئين .
هو حتى لا يتردد في ممارسة الزنا والتغرير بالفتيات، تحت مسميات مختلفة، المتعة، والمسيار، وزواج السفر، والزواج المدني، وملك اليمين. ويتطرف بعضهم ليعمم الفساد والزنا باسم فتاوى حديثة أو عصرية، كما سمعنا عن الفتاوي التي أعلنت لتحلل للمرأة استعمال الأدوات البديلة للتنفيس عن رغباتها، وجواز مص ثدي المرأة بحجة أن ذلك سيحرمها على المصاص، ويغدو مثل ابنها. السؤال مادامت هذه المرأة لا تستطيع أن تحفظ نفسها إلا بالمص من يضمن أن لا تستحلي هي والمصاص أيضا، العملية، وتستغل قبول انفرادها بالمصاص لكي تنجز العملية كاملة، ما دامت هي من الضعف ما لا تستطيع معه تماسك نفسها إلا بالمص. إن المص لا يلغي عوامل الضعف بل يمكن أن يعززها.
إن فتوى مثل تحريم جلوس البنت مع أبيها على انفراد لم تأت من فراغ، فلو لم يكن هذا الذي أعطى الفتوة قد راودته نفسه على ابنته لما وردت الفكرة في خاطره. فتاوى كهذه تقدم نموذجا لما عرف في علم النفس التحليلي بزلات اللسان أو القلم وما تعكسه عن رغبات لاشعورية كامنة في نفس الإنسان. مثلها فرض الحجاب بطريقة النقاب أو الأكياس السوداء التي لا يظهر فيها من المرأة غير شبح إسود يتمشى، هي نموذج آخر ليس فقط لخوف الرجل على امراته وبنته من الرجال الآخرين، الذين ينظر لهم بمنظار نفسه هو على أنهم شياطين تعبيرا عن الحجم التي تحتله روح الشيطان في داخله (على أن هناك أسباب أخرى لهذا الحجاب، تتعلق بالمرأة والرجل أيضا، نؤجل الحديث عنها منعا للإطالة). مع أن هذا المتأسلم لا يتردد يوميا عن تذكيرنا بسيرة أمهاتنا (أمهات المسلمين أو بالسيدة زينب)، التي لم تكن فيهن من تحجبت على شاكلة أكياس الفحم هذه. بمن اقتدى إذاً، ومن أين جائته فكرة عزل المرأة عن الحياة بهذه الطريقة!؟.
عندما يصرح ما يسمى بزعيم الثورة الليبية في أول خطاب له احتفالا بإنجاز ثورته بجواز الزواج من أربعة نساء كإنجاز وحيد لم يتطرق لاي شئ آخر غيره، يعكس هذا حجم انشغال المتأسلم بالجنس وحجم ما يمثله الجنس من اهتمامات طاغية على عقله، تختزل وتستحق التضحية بأي شئ استقلال البلد أو الحفاظ على مصالحه المهم النساء الأربع، كما تختزل الدين كله باستباحة المرأة .
هناك أخبار أيضا، أن بعض المتاسلمين يتداول بعض أنواع المخدرات، تحت عذر أنها ليست من فصيلة الخمور، أو أنه فقط يريد أن يتجلى من خلالها ليمتزج بروح الله. ومرة حدثني أحد أفراد مجموعة صغيرة لها تصوراتها الصوفية الخاصة عن قدرات شيخ الطريقة الذي له من الصفات الخارقة ما يمثل الأعجوبة فهو على صلة بالملائكة التي تزوده وتعطيه أحيانا بودرة بيضاء تجلبها له من الجنة لا يعطي منها هو إلا لبعض أعضاء المجموعة الذين وصلوا الى درجات من الإيمان بقدراته، ليشموا منها القدر الكافي الذي يمنحهم القدرة على التجلي والاقتراب من الجنة، لم اكتشف إلا بعد سنوات أن هذه البودرة ليست إلا مادة الكوكائين .
يكفي ما نراه الآن من سلوك فاضح في التبعية للغرب والتعامل معه على إنه إيمان بالديمقراطيه وحقوق الإنسان، وبهذه القيم لا بالإسلام، أصبح من الممكن إنقاذ البشرية من شرورها. بعد أن هرجوا الدنيا بادعاءاتهم عن الشيطان الأكبر، والصليبية وغيرها من الأمور التي كانوا يتهموا الحركات الأخرى بالتواطئ مع أعداء الله والإسلام، بسبب حديثهم عن الديمقراطية. إن المتأسلم يبيح لنفسه كل ما يحرمه على الأخرين.
وأخيرا ما نشاهده اليوم من عمليات قتل الآخرين وقتل النفس أحيانا بالمتفجرات وسط التجمعات البشرية لإيقاع أكبر الأذى بالمسلمين (المرتدين بالنسبة له) للحاق بالجنة والزواج من الحور العين وشرب الخمور من أنهارها. وآخر طريقة للابداع بالقتل لأعداء الإسلام والمرتدين من بقية المسلمين هي الذبح بالسكين مع الصراخ باعلى الاصوات تكبيرا وحمدا للباري على ما حققوه من نصر على أعداء الإسلام، ومكنهم من ذبحهم..!؟
مع أن أهم منظر من منظري التأسلم أبو علي المودودي يصف هذه الطريقة من القتل بالطريقة التالية: “وهو ماكان ذائعا في الجاهلية وحرمه الإسلام تحريما شديدا وقضى عليه قضاء مبرما” خلال حديثه عن مظالم معاوية وسلوكياته التي تمثل خروجا على الإسلام ومنه “حكاية قطع الرؤوس” (الخلافة والمُلك، ص: 115) ويقول أيضا في الصفحة 117 “فالسؤال هل أباح الإسلام فعل ذلك بكافر من الكفار”.
حجة المتأسلمين في ذلك إنهم يقيمون حدود الله، وعند العودة لكتاب الله الكريم نجد أن الله (جل جلاله) لم يوكل أحداَ لإجبار الناس على أن يكونوا مؤمنين، ولا حتى نبيه الكريم. وأن تزييف القول بالوكالة أو النيابة عن الخالق لإجبار الناس على الإيمان ليس إلا تحريفا للدين والأوامر الإلهية. يقول تعالى اسمه: “ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين” (يونس،99)، “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” (البقرة، 252). الغريب أن هذا ليس فقط رأيي الشخصي، بل اكتشفت أن كبيرهم السيد قطب يقول نفس الرأي، ويحكم بالإطلاق إن إكراه الناس على الإيمان هو “انحراف عن مُثل الإسلام وأهدافه، يكرهه الإسلام ويكره أصحابه ولا يقرهم على عمل ولا نية” (نحو مجتمع إسلامي، ص: 103). نحن إذاً أمام حالة حقيقية من الانحراف عن الدين يمارسها المتأسلمون بشهادة زعمائهم وكبار منظريهم. ولا أعتقد أن هناك من تفسير لظاهرة القتل غير أنها تمثل حالة أمراض سيكوباثية معادية للمجتمع وجدت بالدين غطاء ومبرر لممارساتها الإجرامية وتلك خاصية معروفة من خصائص الشخصية السيكوباثية التي تتمتع عادة بمستوى مقبول من الذكاء ما يمنحها القدرة على إعطاء جرائمها صفة الشرعية. وليس هناك من توصيف لجماعات من يسمون أنفسهم بالمجاهدين غير أنها تجمعات لمرضى سيكوباثيين لاعلاقة لها بالدين والإسلام، إلا بقدر ما تحتاجه لتعطي جرئمها صفة شرعية .
وغير ذلك من السلوكيات التي يمنعك المتأسلم أنت الآخر منها، ويبرر الإتيان بها لنفسه. يطلق عليك صفة العصيان أو الكفر بلا تردد في بعض السلوكيات، لكنه يحللها ويبيحها لنفسه .…………………………………………
mzalhussaini@btinternet.com
12-01-2012, 08:03 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
جنون التاسلم دراسة في سايكولوجيا التدين في عصر العولمة، - بواسطة زحل بن شمسين - 12-01-2012, 08:03 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  دراسة - تاج الحضارة - ( الهوية ) - المفهوم ** الواقع ** الاشكالية - الباحث / طارق فاي طارق فايز العجاوى 0 1,318 12-21-2011, 10:08 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  دراسة ( الفهم التاريخى ) والاشكالية - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 1,180 11-20-2011, 08:43 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  فيلسوف بدون فلسفة _ دراسة _ طارق فايز العجاوى 3 2,349 05-09-2011, 03:09 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  هل يمكن الاستغناء عن العولمة و رفضها ؟ Awarfie 7 3,897 04-02-2009, 01:37 PM
آخر رد: Awarfie

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS