لقد أكد النظام الأسدي المجرم مرة" أخرى بأنه ليس سوى عصابة من القتلة والمجرمين تعمل تحت إدارة إيران ،حيث لم يشهد التاريح قيام حاكم بمبادلة مواطنيه بأسرى لدولة أجنبية في الوقت الذي يمتنع عن القيام بأي جهدٍ للإفراج عن رجاله الذين وقعوا بقبضة الجيش الحر ، في دلالة واضحةعلى أن هذا النظام لايهتم لمصير بعض السوريين الذين ما زالوا مخدوعين به ومصرين على الدفاع عنه والتضحية بأنفسهم لأجله ..
ولقد لمست هذا الأمر بنفسي عندما تحدثت مع بعض المسؤلين ممن أعرفهم في هذا النظام خصوصا" الأمنيين منهم بشأن عمل شيء للإفراج عمن وقعوا أسرى بيد الجيش الحر من الجنود المجندين فكان جوابهم بعدم إمكانية تقديم أي مساعدة والقول الصريح بأنه كان الأجدى بهؤلاء الأسرى أن يُقتلوا أو يَقتلون أنفسهم على أن يستسلموا للجيش الحر ويقعون أسرى بقبضته ..هذا هو رأي النظام المجرم بخصوص أعوانه وشبيحته من السوريين ..؟؟
لقد فاوض النظام ممن يسميهم الإرهابيين من أجل سلامة الإيرانيين وللمرة الثانية ،بينما يرفض أن يُفاوضهم من أجل سلامة مؤيديه وجنوده وطياريه وإيجاد حل للأسرى منهم ولو لمرة واحدة ...بل يصر رأس العصابة في خطاباته أن أن لا تفاوض معهم .
لن أتحدث عن هذا الموضوع في أمور تحدث عنها الكثيرين ، ولكني سأحصر حديثي عن مشهدين متناقضين يتعلقان به حصلا في يوم الأربعاء بتاريخ 9-1 2013 والذي تم خلاله إفراج النظام الأسدي عن 1155 رجلا" و975 إمرأة من المدنيين السوريين المعتقلين لدى العصابة الأسدية بجرم مطالبتهم بالحرية والكرامة ..وذلك مقابل الإفراج عن48 أسيرا" إيرانيا"لدى الجيش السوري الحر:
ففي المشهد الأول وصل الإيرانيون المفرج عنهم إلى فندق شيراتون دمشق في حافلات صغيرة برفقة السفير الإيراني لدى سوريا ،ونظم لهم إستقبال وكأنهم وفد رسمي بالورود والياسمين ،فهم أصلا" عبارة عن مستشارين من الحرس الإيراني الثوري قدموا إلى سوريا بمهمة رسمية لتقديم العون والمشورة لعصابات الأسد في مواجهة الثوار السوريين وجيشهم الحر ..وإن بدا على الإيرانيين المفرج عنهم الإرهاق ،ولكنهم كانوا جميعا" في صحة جيدة ،ويرتدون ألبسة جديدة ومتناسبة مع ظروف الطقس السائدة في يوم الإفراج . ..
أما في المشهد الثاني فقد كان الأهالي بالمئات في شارع خالد بن الوليد بوسط مدينة دمشق ..مقابل وعلى أطراف قيادة الشرطة والعساكر يمنعونهم من الإقتراب ..وقريب الساعة الثانية عشرة ظهرا" ، وتحت الثلج والبرد بدأ المعتقلون السوريون المفرج عنهم بالخروج من مبنى قيادة الشرطةإلى الشارع مباشرة في مشهد ستسجله ذاكرتي المكلومة ببلدي وأهلي ماحييت . . .كما ذاكرة مئات السوريين الذي شهدو الحالة ـ المأساة ..في زمهرير دمشق وتحت الثلج والصقيع خرج المعتقلون بحالة سيئة جدا" فأغلبهم بالشحاطيط أو بأحذية رياضية بلا شواطات (وهي الحالة التي يكون عليها المعتقلون والمساجين في سورية) وبملابس صيفية ،وبعضهم بألبسة مشققة وبشعور ولحى طويلة ،فيما كان البعض الأخر خليقي الشعور (على الزيرو) وكثير منهم نحيف ..وعند الإستفسار عن الجهة التي كانوا مُعتقلين لديها ،عرفنا أن بعضهم كان في أفرع المخابرات الجوية والبعض الأخر في فرع فلسطين أو فرع الأمن الداخلي بجادة الخطيب .
أما وضع الأهالي عند خروج المعتقلين ، فكان البعض يبكي من الفرح برجوع ابنائهم المغيبين ،والبعض الأخر يبكي لأنه لم يجد أحباؤه بينهم .. بينما لم يجد بعض المُفرج عنهم احدا"من أهاليهم أو ذويهم في إنتظارهم ،وطبعا"لم يكن يوجد لدى الجميع أي نقود ، ولكنهم وجدوا أهل دمشق بمحبتهم وألفتهم يبادرون ألى إغاثة ومساعدة من لم يجد أحدا" بانتظاره .
توقفت ورايت شبابا بل عظاما لا يغطيها سوى الجلد، وجوه صفراء، أكثر لباسهم بيجامات مهترئة . . أحدهم شاب نحيل يمشي بثقل كان يلبس شورتا فوق الركبة وقميص داخلي (شيال) وعلى جسده بقع واثار جراح طرية . . .ركض اليه احد اصحاب محلات البالة هناك وألح عليه أن يلبس أي شيء من محله في هذا البرد القارس. .. وأكثر من شاب من هؤلاء الذين إهترأت عظامهم هناك كانوا يخلعون القليل مما بقي على أجسادهم ويلبسون من محلات البالة ما يخفف عنهم برد هذا اليوم القاسي ، . .
ثلاثة شباب يلبسون أسمالا مهترئة كانوا يأكلون سندويشات فلافل على الرصيف وقد جمعوا أجسادهم النحيلة أمام الحائط ودموعهم ملء العيون . ..
إمرأة دمشقية مسنة كان ياسمين دمشق ما زال مزهرا" في وجهها مدت يدها إلى جزدانها وأعطتهم ما تيسر . . .أخذوها وهم يبكون بصوت عال . . .
الكثير من المارة وبعض أصحاب المحلات كانوا يساعدون بما أمكن من ملابس، ومال، وطعام . . .
أين هي الدولة التي تريد القيام بمصالحة وطنية؟؟؟
أين هي شعارات لم الشمل وغسيل القلوب؟؟؟
ليست هناك حتى عصابة تقوم بالإفراج عن مخطوف لديها وهو بهذه الحالة المزرية . . .
هل نقول عيب؟؟
لم يبق ثمة عيب؟؟
فهذه هي أخلاق العصابة الأسدية فلا يستغرب أفعالها أحد...