أستطيع ان أبرر موقفه بكل بساطة كالتالي

* مايكل نبيل مسيحي الاصل لا زال يحمل مشاعر المسيحي المصري تجاه إسرائيل مشاعر التعاطف لا لأن إسرائيل جيدة ولكن لأن المسلمين الذين يضطهدون المسيحيين يكرهونها ...ما لا تعرفونه أن أكثر من 15 عشر مليون قبطي لا يكرهون إسرائيل ويتعاطفون معها كلما زادت أصوات الكره ضدها مضادة للتعصب الاسلامي ... أعطيكم مثلا بعائلتي عم أمي وثلاثة من خيلانها شاركوا في الحروب ضد إسرائيل هذا العم ظل يعاني نفسيا من ويلات ما راه في الحرب حتى موته واحد من خيلان امي شارك في 67 و73 معا وأصيب وفي المقابل من جهة ابي ابن عمه كان يدعى اميل استشهد في حرب 73 بالاضافة الى الكثير من عائلته ممن شاركوا في الحرب ...ومع كل هذا فالاجيال الجديدة بعائلتي وانا منهم لا تحمل كرها لاسرائيل لاننا لاشعوريا نرى الكره لاسرائيل نابعا من الاسلام الذي يضطهدنا .

* عامل آخر هناك تشوه شديد للمفاهيم اصاب اجيالا باكملها نتيجة لتخلف التعليم والاعلام المصريين لانهما ربطا رفض الصهيونية بالهوية العربية والاسلامية .... انتوا لا تدركون مدى رفض المسيحي ( بعدا ما عاناه من اضطهاد ديني في النظام السابق) لهذا الشيء المسمى بالعروبة لانها مربوطة بالاسلام وهذا خاطئ طبعا وانا اتكلم عن شيء لا شعوري نفسي لا شيء بارزا على السطح .

* شيء أخر أن المسيحي ( او ذا الخلفية المسيحية كمايكل نبيل) لا يرى شيئا يجعله يكره اسرائيل ... هل تصدقون بان خالتي وامي تضايقتا من سخرية باسم يوسف من الجيش الاسرائيلي في احد حلقاته ... وهذا لان الارتباط بالعهد القديم بموروثاته وثقافته يجعل المسيحي او المسيحية يفرح عندما يسمع بنيامين او شمعون لان هذه الاسماء جزء من مكونه الديني الذي يحبه . وهذا كله اولا واخيرا نابع من عاملين أكررهما وهما الاضطهاد الاسلامي للمسيحيين وربط كراهية اسرائيل بالاسلام ... وما يؤكد كلام ان البابا شنودة _الرجل الذي تربى في عهد عبد الناصر عهد العروبة النقية وعهد التسامح والمحبة وعهد التعامل المباشر مع البطش الاسرائيلي ضد مصر _ ان البابا شنودة كان عروبيا صادقا ورافضا لاسرائيل رفضا حقيقيا وهذا ما ظهر للعالم وما جعله يرفض حج مرءوسيه للقدس بكل حزم وثقة بينما يبدو ان خليفته البابا تواضروس وان اتبع نفس النهج فلن يكون بنفس الموقف والحزم لاختلاف نشأة كل منهما .

* أخر عامل ان المسيحي بلا شك يربى على الوطنية بل واكثر من المسلم في المجمل الاعم (وانا أعرف هذه النقطة جيدا لاني المسها فيما حولي )... ولكن مفهوم هذه الوطنية مختلف عن الوطنية التي ربطتموها انتم بكره اسرائيل وطنية المسيحي شقان اولهما حبه لمصر بلد الفراعنة اجداده بلد الامجاد بلد النيل والوادي والشق الآخر حبه لمصر بلد الأديرة والشهداء البلد التي قدمت للعالم الرهبنة وقدمت اثناسيوس واكليمنضدس واوريجانوس . البلد الذي قيل عنها مبارك شعبي مصر ..اي ان وطنيته مرتبطة بتاريخه الفرعوني ودينه لا بكرهه لاسرائيل ولهذا فمايكل بعد تخليه عن المسيحية لا زال مرتبطا بالشق الاول من مصريته وهو ما يطهر في انه يسمي نفسه ابن رع. وانا ( بكامل الثقة)اصدق ان مايكل يرى نفسه وطنيا ... بل ويعشق مصر ولكن بمفهومه الخاص النابع من تراكمات مختلفة .