أنا على يقين ومن خلال ما إستوعبته من معلومات عن هذا السد وعن المنطقة التى سيتم إنشاؤه بها أن هذا السد سينشأ لأهداف سياسية لا إنمائية , فهو لن يفيد فى الزراعة المروية نظرا لصعوبة التضاريس وعدم إمكانية نقل المياة سطحيا فى حال تخزينها , فالمياة تنبع من إرتفاع 2000 متر فوق سطح البحر لتصل الى مستوى 600 متر عند بحيرة السد , وكما يقال " المية مبتطلعش فى العالى " فلا يمكن بحال من الأحوال شق ترع وقنوات من شمال إثيوبيا لتنساب فيها المياة لتروى أراضى فى جنوبها المرتفع 1400 عن مستوى بحيرة التخزين .

كما أن البحيرة التى ستتكون ستبتلع نصف مليون فدان من الأراضى الصالحة للزراعة , كما سيتم إغراق بعض مناطق التعدين مثل الذهب والبلاتين والحديد والنحاس وبعض مناطق المحاجر وتهجير مالايقل عن 50 ألف مواطن ستغرق منازلهم , هذا بالإضافة الى قصر العمر الإفتراضى للسد الذي يتراوح بين 25 و 50 عاما نتيجة الإطماء الشديد (420 ألف متر مكعب سنويا)، وما يتبعه من مشاكل كبيرة لتوربينات توليد الكهرباء وتناقص في كفاءة السد تدريجيا.

كما أن فرص إنهيار هذا السد متزايدة جدا نتيجة العوامل الجيولوجية وسرعة اندفاع مياه النيل الأزرق والتي تصل في بعض فترات العام (شهر سبتمبر) إلي ما يزيد علي نصف مليار متر مكعب يوميا، ومن ارتفاع يزيد علي 2000م نحو مستوي 600م عند السد, وإذا حدث ذلك، فإن الضرر الأكبر سوف يلحق بالقري والمدن السودانية خاصة الخرطوم، التي قد تجرفها المياه بطريقة تشبه السونامي الياباني , ومن بعدها ينهار السد العالى وتصبح الكارثة فى مصر مضاعفة , حيث ستجتمع مياة سد النهضة مع مياة بحيرة ناصر والسد العالى ليشكلا طوفان لم يشهد التاريخ مثله وتختفى مصر من على الخريطة الكونية , ربما لن يتبقى من مصر سوى أهرامات الجيزة نظرا لإرتفاعها الشاهق وقاعدتها العريضة !!

هذا السد بتصميمه الحالى وسعته التخزينية المعلنة هو عمل عدائى وبمثابة إعلان حرب على مصر , وأيا ما كان الهدف من إنشاؤه وأيا من كانت الدول التى تموله وتقف خلفه فلابد من القضاء على هذا المشروع فى مهده بضربة " وقائية " فالضربات الوقائية أو الإستباقية معروفة وإستخدمتها دول ضد دول أخرى كما فى حالة المفاعل النووى العراقى والأزمة النووية الإيرانية , وهذا السد أخطر على مصر من القنبلة النووية , فإذا كان من الصعوبة ان تقوم دوله معاديه كاسرائيل مثلا بضرب السد العالى لقوه الجيش المصرى و مناعته و دفاعاته الجويه, فبإمكانها الان ضرب سد النهضه بمنتهى السهوله وانهيار سد النهضه سيتكفل بتدمير السد العالى , فجسد السد العالى لن يتحمل ضغط المياه المفاجئ الناتج عن انهيار سد النهضه, فتصبح الكارثه بالنسبه لمصر كارثتين , فى حين أن إثيوبيا نفسها لن تتأثر بإنهيار السد سواء كان الإنهيار طبيعيا أو بفعل عمل عسكرى عدائى ضد مصر , كما أن تكلفة السد 4,8 مليار دولار هو مبلغ ضخم بالنسبة لإثيوبيا , لكنه لا يساوى شيئا بالنسبة لدول تريد التحكم فى القرار السياسى المصرى وتهديد مصر من جراء وجود هذا السد .

برأيى أن المفاوضات والدبلوماسية لن توقف بناء هذا المشروع وخصوصا أن إثيوبيا مدفوعة دفعا له , ولابديل عن العمل العسكرى للقضاء عليه , ورأيى أيضا أن هناك فرصة للمفاوضات هى زمن الإنشاء الذى قد يصل الى خمس سنوات أويزيد , لكن إذا فشلت المفاوضات فيجب ضربه بعد إنشاؤه وقبل التخزين الميت , حتى يخسروا أموالهم ولا تقوم لهذا المشروع قائمة مرة أخرى .

البعض يخشى من رد فعل إنتقامى من جانب إثيوبيا وإستهدافها للسد العالى بالصواريخ ردا على قصف سدالنهضة , ورأيى أيضا أن السد العالى حالة مختلفة تماما , هذا لأن إستهدافنا لسد النهضة فى موقعه هذا وبتفاصيله الهندسية المعلنة هو عمل عدائى غير موجه للشعب الإثيوبى , إنما هو بالنسبة لنا عمل وقائى يحمى مصر من خطر يهدد وجودها , لكن إستهداف السد العالى هو عمل عدائى موجه للشعب المصرى كله , كما أن السد العالى هو سد " ركامى " روعى فى تصميمه أن يتحمل قذائف الصواريخ والمدفعة والطيران , وأن أى إصابة قد تطاله تصبح إصابة جزئية لا تؤثر على سلامة السد أو تؤدى الى إنهياره بالكامل , ولاتؤثر فيه سوى القنبلة النووية .