فيصل القاسم:::

مؤيدو النظام السوري ينزعجون ممن يتحدث عن ثلاثة ملايين ونصف مليون لاجئ سوري في دول الجوار في نهاية العام، وعن تسعة ملايين نازح داخل سوريا بحاجة لمساعدات اساسية تبلغ تكلفتها حوالي خمسة مليارات دولار، وعن مدن وقرى مدمرة بالعشرات، وعن تدمير البنية الصناعية للبلد، وعن ومقتل واعتقال واختفاء مئات الآلاف. عندما يسمعون هذا الكلام يقولون إن المسؤول عن هذه الكارثة "الجماعات الإرهابية". وأنا لن أختلف مع المؤيدين جدلاً، سأعترف لهم أن النظام ليس مسؤولاً عن تلك الكارثة التاريخية التي حلت بسوريا، بل هو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف. لكن السؤال: كيف سمح هذا النظام لتلك "الجماعات الإرهابية" أن تدمر بلده وتقتل شعبه؟ أليست هذه وصمة عار في جبين النظام الذي سمح لتلك "الجماعات الإرهابية" بأن تفعل ما فعلته في سوريا؟ كيف يمكن للشعب السوري أن يقبل بنظام لم يستطع أن يحمي لا الشعب ولا البلد من "الجماعات الإرهابية" التي حولت سوريا إلى خراب مقيم؟ السياسيون في البلدان المحترمة يخوضون الانتخابات بناء على ما أنجزوه للبلاد، أما في سوريا فعلى اي أساس تصر القيادة السورية على خوض الانتخابات. أعلى فشلها الذريع في حماية الشعب والبلد وهزيمتها النكراء أمام ما تسميها ب"الجماعات الإرهابية"؟