طبعا أنا متحالف مع السنة إلى العظم اليوم يا علي، بل ويجب أن ينتزعوا الحكم من غيرهم ويحكموا بلاد الشام منفردين كما صنع الواسب في أمريكا والانكليز الانجليكان في بريطانيا، لأسباب عدة:

السبب الأول أنهم لا يعيشون في الماضي، فباستثناء السلفيين الذين هم أقلويون أيضا، وهم ليسوا مشغولين بسوالف ييد وكربلاء والسفياني والمابعرف مين.
السبب الثاني أن إسلامييهم إسلاميون فعلا، وعالمانييهم عالمانيون فعلا واشتراكييهم اشتراكيون فعلا، فهم لا يتدثرون بالأيديولوجيات لتضفية حسابات من الماضي السحيق.
السبب الثالث أن جماعتك حين سيقيمون حاجزا طيّارا ويعتقلوا كل من كان اسمه سنيا من الرجال، وكل من تحدّر من عوائل سنية حتى لو لم يكن سنيا، وحين سيصفونهم كما خبرنا في حرب المخيمات، فلن يسألني أحدهم عن رأيي بأمير المؤمنين والصحابة… لذلك فأنا متحالف مع السنة رغم أني لست سنيا، بل وأتعصب لهم سياسيا بوضوح ودون مكياجات معسولة كما يقوم به الطائفيون من الأقلويات مثلك وأصحابك.

أما عن عدد السنة، فكان ينبغي أن تحسبوا هذا الحساب قبل التحرش بهم… السنة كأمة كبيرة استجابتها لا بد أن تكون بطيئة، لا سيما أنهم لا يوجد لديهم شيء اسمه دولة سنية. لكنهم يستجيبون، وهذا يجب أن تدركه من دراسة التاريخ، وتدرك مصائر غيرك من أقلويات اندثرت لتحرشها بالأكثرية بظلم، وإلا فأين الأزارقة وأين القرامطة وأين الفاطميون؟

يعني زيادة على التحرش فأنتم الظالمون وحلفاؤكم، ويلليبدو ينتقم من السلطان سليم ويللي بدو يناقم من خالد بن الوليد ويللي بدو ينتقم من يزيد، في شخوص أطفال بانياس وكرم الزيتون وتل الزعتر وبرج البراجنة وحماة وغيرها.

حلفك مع القوم الظالمين أرداك وران على قلبك، فصارت بضعة حجارة في الحجيرة أقدس من دماء أطفال بانياس، وصار صاحبك يرى الأذى من صورة سلفي في الزرقاء أظهرته الدولة لتخويف البعض ثم اعتقلته، أو من حزب سياسي رومنسي رغم كل أحلامه ام يتورط يوما بعمل مسلح، ولا يرى خطرا من القاء صواريخ السكود على بيوت العوائل السنية في سوريا، ولا يرى بأسا من إطلاق الرصاص المضاد للطيران ضد المظاهرات التي تخرج من جوامع السنة العرب في سوريا.