يا شماتة أبلة ظاظا فيا!!

الحشيش يا رفيق اكتسب سمعة سيئة لأسباب غير موضوعية بالمرة، فمنعه قانونياً هو ما وصمه بالعار رغم أنه صحياً واقتصادياً ونفسياً أفضل بمرّات مضاعفة من الكحول والسجائر، ولنر ما قاله توماس جيفرسون، أحد أعظم الرؤساء الأمريكان على مرّ تاريخ هذه الدولة المشؤومة عن هذه النبتة المسحورة:
"قسم من أجمل ساعاتي في الحياة قضيتها مستلقياً على شرفة منزلي الخلفية، أدخن الحشيش وأراقب كل ما تستطيع العين ان تراه"
حتى كبيركم الذي علمكم الزندقة كارل ساغان كان له رأي في الموضوع حين قال:
" منع الحشيش في القانون هو أمر شائن، فهو يشكل عائقاً أمام الإستفادة الكاملة من المخدر الذي يساعد على إنتاج الصفاء والبصيرة، الحساسية والمودة هي أكثر ما يحتاجه المرء في هذا العالم المجنون والخطِر"

عندما خرجت من البيئة التي تقدّس القانون خوفاً من السجن صُدمت لهول الإنتشار العظيم للحشيش عند المجتمعات المنفتحة، والأمر ليس بالسرّ كما هي حال زعراننا خوفاً من السمعة السيئة، إنما هناك تقبّل للموضوع لا يختلف عن تقبّل الشخص المدخن العادي، بل بصورة أفضل ودون مبالغة.

يختلف الأمر بين الحشيش والكحول حيث أن الأولى تعطيك راحة داخلية واسترخاءاً بعكس الأخيرة التي تشعل في داخلك ناراً وتدفعك للتنفيس عن الطاقة الفيزيائية المخزّنة، وبكلمات اخرى، الحشيش يخرج الطفل الساذج الكامن بداخلك إلى العالم ليرى ويسمع ويتذوق بكل نقاوة، فتشعر بالأطعمة كما لم تشعر بها من قبل، وتتشرّب أذنك الموسيقى بمشاعر جيّاشة عدا عن حاسة الشم التي تنشط كما لم تعرفها قبلاً، حتى أنك تشعر بالوقت وكأنه قد بدأ يمشي تثاقلاً..
أما أفكارك وهلوساتك تحت تأثير المخدر فلها وقع خاص لا يُضاهي، وكل مرّة أُصدم بنفسي عندما أرى ما كتبته أثناء شعائري المقدّسة.
الكانيباس يجعلك غبياً لكن بعقل منفتح، بينما الكحول يجعلك غبي وعنيد، وحتى أن هناك رواية بدون مصادر تقول أن نبي الله موسى عليه السلام كان حشاشاً..
أما كارثتك حين ساويت بين الحشيش وحبوب الهلوسة اللي من الجزيرة فهي ظلم وإسفاف وتعدي وخلط بين الحق والباطل، فالحشيش نعمة ربّانية طبيعية لم تدخل معملاً ولا مصنعاً، بعكس حبوبك هذه المشبعة كيماويات ومصائب.