(06-26-2013, 11:51 PM)خالد كتب:  .....

فكرة الوطنية الرومنسية التي لفظتها أوربا ومن قبلها أمريكا، تم استبدالها بفكرة الجنسية Citizenship التي هي نوع من التعاقد بين الفرد والأمة متمثلة بالدولة، توجب حقوقا للطرفين وتوجب واجبات على الطرفين. بل هناك تفكير جديد اليوم في أوروبا باستبدال الجنسية المنتمية للدولة بجنسية جديدة منتمية للمدينة Cityoship. للتخلص من اليمين المتطرف وعقلية الاقصاء المستندة إلى النزعة "الوطنية".

طبعا هذا الكلام ليس دقيقا البتة و مضلل، اوروبا لم تلفظ الوطنية و الوطنية ليست مرتبطة بالضرورة بالتطرف اليميني. لو اردنا ان نقيس التطرف اليميني كما بالكيفية التي تقيس بها اوروبا التطرف لأصبحت معظم الاحزاب العربية كالاحزاب القومية الاشتراكية و غيرها كالبعث و الحزب الناصري و غيره تصبح احزاب متطرفة و جميع الاحزاب الدينية مثل الاخوان و حماس و غيرها احزاب فوق التطرف او ألترا متطرفة (وهذا صحيح)!
الجنسية او ال citizenship ليست مجرد عقد بين الدولة و المواطن! بل هي كرم جم من تلك الامة التي اصبحت تعتبرك لظروف معينة واحد من افرادها، و تعاملك كما تعامل احد ابنائها كإنسان و انسان فقط دون النظر الى معتقدك (الذي يجب ان يبقى مسألة شخصية) و لونك و جنسك.
هذا يذكرني بجزائري عاش و تعلم القانون الفرنسي بفرنسا و تجنس بجنسيتها! جمعته الصدفة بصديقه الفرنسي في بار، فبعد الكأس الثالثة من الخمر اخذ ''الفرنسي'' الاول يشكو للفرنسي الثاني عن سبب عدم ثقة الفرنسيين ''القدامى'' بالفرنسيين ''الجدد''، فقال له: لمَ تعتبرني الدولة فرنسيا من الناحية الرسمية فقط، مع اني من حيث الشكل لا اختلف عن الفرنسيين، و احب شرب النبيذ الاحمر و اعشق المطبخ الفرنسي و لا استمع الا للاغاني الفرنسية و استطيع التكلم و الكتابة باللغة الفرنسية بأفضل منك انت الفرنسي الاصيل؟! فقال له الثاني: اني على ثقة تامة بكل ما تقول، و على هذا استحقيت انت الجنسية الفرنسية! و لكن ما زال هناك فارقا جوهريا بيني و بينك يجعلني انا فرنسيا اصيلا و انت مجرد فرنسي متجنسا، فسأله: ما هو؟ فقال له: عندما حضور مباراة كرة قدم، و قبل البدء تسمع المارسلييز او النشيد الوطني الفرنسي، بماذا تشعر؟! أجابه: لا أشعر بشيء. فرد عليه الثاني و قال: أما انا فعند سماعه أشعر بأن قلبي سوف يخرج من ضلوعي من كثرة الخفقان!!!