أن ترى عصابات الطاغية و مرتزقته ، يتجولون في الشوارع و يلهثون وراء صيد ثمين بحثاً عن ناشط أو متّهم حسب الطلب ،أو مواطن عادي يلفقون له ما شاؤوا من التهم ويلبسوه إثماً وفق دساتير العصابة الحاكمة و قوانين بلطجيتها و كثيرا ما يكون ذلك بهدف ابتزازهم و الاستيلاء على ممتلكاتهم.. أن ترى ذلك يحدث بات أمراً عادياً في المدن و البلدات التي لا تزال تحت قبضة عصابات الطاغية .
أما الذي لم يكن أمراً اعتيادياً- وبات متوقعاً مع تطور الصراع- أنك أصبحت ترى ظاهرة تستحق أن تكون مادة فكاهية أو دراما مسرحية، تتجلى هذه الظاهرة بالجمع بين التشبيح السياسي و المسلح و إمكاناتها لا تتوفر لدى معظم عناصر اللجان التشبيحية لأن جلّهم من حثالة المجتمع التي لا تمتلك أدنى بعد أخلاقي و إنساني و هذه الإمكانات بحاجة إلى طاقات و جهد نظري أو بالحد الأدنى ما هو مسموح به من ثقافة وطنية وفقا" لضوابط حزب البعث الحاكم .
اليوم أصبحنا نرى كوادر و قيادات أيضاً في كلا الحزبين العتيدين السوري القومي الاجتماعي و الحزب الشيوعي السوري من حملة السلاح و الجعب الممتلئة بذخيرة الصمود و التصدي .. نعم اليوم أصبحنا نرى بلاشفة‫ الحزب الشيوعي و مجاهدي ‬القومي السوري‫ يشكلون كتائب مسلحة بحجة الدفاع عن الوطن و مدنهم الآمنة تحسباً من خطر الإرهابيين المزعوم .. و لا ننسى أن ذلك يندرج في سياق التضامن الأممي مع الشعوب و على طريق تحرير فلسطين ، وكيف لا !؟ وهم الذين كانوا يسلّمون رفاقهم من طلبة الجامعات ممن شاركوا بالمظاهرات إلى مفرزة إتحاد الطلبة المسخ و يكتبون التقارير برفاق الأمس ممن خرجوا على طاعة الأمين العام و إرتكب المعصية لمجرد أنه اتخذ موقفاً مخالفاً لنهج قياداتهم التاريخية الحكيمة ..
عندما ترى بلشفياً سورياً و على صدره يتزين بما شاء من الذخائر و الجعب، عليك أن تعرف أنه أصبح اليوم يفهم مبادئ الماركسية و نظرية رأس المال التي غالباً لم يطلع عليها طوال حياته و إلا لما اتخذ هذا الموقف المعادي للثورة، و أنه بات يمر بمرحلة الأزمة الاقتصادية و الركود بعد أن أرهقه التضخم ،و بات ما في جيبه لا يكفي للإنفاق على سهرات الثرثرة و التنظير الفارغ ، وقد اكتشف أن أسهل الطرق للخلاص من الأزمة الاقتصادية التي تعصف به هو تصديرها إلى المواطنين الذين كان يدّعي الدفاع عن لقمة عيشهم و خبزهم ، ولطالما كان يتبجّح و يجعجع بإنجازات حزبه العتيد في التصدي للامبريالية العالمية و كأن الامبريالية الروسية الناشئة على يد مافيا بوتين- لافروف لا تندرج ضمن هذا التصنيف!! و عندما ترى أفذاذ الحزب القومي السوري يعطون الأوامر لكوادرهم بارتداء اللباس العسكري و تشكيل كتائب القوميين المجاهدين وتنظيم دوريات الحراسة و المناوبة ، عليك أن تدرك أن خارطة سورية الكبرى حلمهم التاريخي قد تغيرت في رؤيا زعمائهم وإن تغييراً طارئاً في الأقوام السورية و جغرافية الأمة السورية ، ينتظر مستقبل ‬سوريا‫ طبعاً على يد العصابة المجرمة في دمشق و حلفائها من ملالي طهران ..
هؤلاء هم شيوعيو وقوميو الأسد .. شيوعيون مؤيدون للإمبريالية الروسية الصاعدة ..وقوميون سوريون حالمون بسوريا الكبرى لكنهم يحاربون من أجل تفتيت سوريا الحالية .