من قال أننا نبرر يا ابزرفر؟

مجرم من قتل الأرمن، مجرم للغاية من يقتل البشر دون حق، ولا حق بقتل البشر إلا النفس بالنفس أو الإفساد في الأرض؟
مجرم أيضا من لا يرى الأرمن إلا من ثقب العرق الهندواوروبي أزرق الدم، ويجد ما وقع بحقهم من جرائم غير مبرر، وما وقع بحق غيرهم مبرر!

نحن نرفض المجزرة لأنها مجزرة، نرفض قتل العرب على يد السلطات الإيرانية، الأرمن على يد السلطات العثمانية، الأذريين على يد العصابات الأرمنية، اليهود على يد السلطات النازية، الفلسطينيين على يد العصابات الصهيونية، نرفضها جميعا بنفس القدر.

لكننا نلاحظ أن غيرنا يرفض المجزرة التي رفضها يخدمه سياسيا، ويتجاهل المجزرة التي إعلانها لا يخدمه.

المشكلة هي التي تحتاج حلا، هي عقلية المجزرة، والتي ليست سنية عثمانية ولا سنية وهابية، عقلية المجزرة مارستها شعوب شتى في العالم، وتم تحتها إبادة قوميات وأعراق وأديان شتى، منهم الأرمن، ومنهم غيرهم.
لكن لسبب ما، فإن الزملاء هنا يخدمهم جنازة أرمنية ليشبعوا فيها لطما، ولا يخدمهم جنازة أذرية حدثت في نفس الوقت تقريبا حسب الأرشيف العثماني ولا لطم فيها ينفعهم.

لست من اللاطمين على الجنازات، ولن أتذكر جنازة حدثت قبل مائة عام ومجزرة أخرى تحدث اليوم في سوريا بيدي النظام السوري المجرم وأنصاره من حزب حسن نصر والخامنئي وسائر الممهدين للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، المجزرة الآنية هي ما يهمني.. وحين تتوقف المجازر بين البشر، فإننا سنقف معا ونضيء الشموع ونقرأ الفاتحة ونقرأ الشيمع على كل ضحايا المجازر التي مرت، بل وسنتذكر ضحايا شعوب أبيدت بأسرها في تسمانيا وأستراليا والقارتين الأمريكيتين.