تعال نتفرج سوا يا أوبزيرفر،

في عنا كذا مجزرة من عصر الأنوار والنهضة حتى اليوم،

مجزرة الموريسكيين، مجزرة أهل أمريكا الجنوبية، مجزرة أهل أمريكا الشمالية، مجزرة أهل الفيليبين الأصليين، مجزرة أهل أوستراليا الأصليين، مجزرة التسمانيين، مجزرة اليهود، مجزرة الأرمن، مجزرة الأذريين، مجزرة الشيشان والأنغوش والداغستان، مجزرة تتار القرم، مجزرة سربرينيتشا....

من هذه المجازر، يختار الغرب، ومعهم أوبزيرفر، أن يتذكروا مجزرة الأرمن ومجزرة اليهود.

أنا شخصيا أختار أن أتذكر كل المجازر، وأختار أن أدينها جميعا، مبتدئا من مجزرة الموريسكيين في شبه الجزيرة الإيبيرية، والتي بدأت عام 1492 ولم تنته إلا قبيل الثورة الفرنسية،

هذه المجزرة يجدها الكثير من الليبراليين الأحرار الذين يرفضون مجزرة الأرمن ومجزرة اليهود، يجدونها مبررة.. مثل ما يجد الكثير من الأمريكيين الضربة النووية على هيروشيما وناكازاكي مبررة.

هل أجد أنا شيئا من هذا مبررا؟ لا أبدا، فالإنسان هو الإنسان، أرمينيا كان من عرق هندواوروبي، أم موريسكي أم أذري.

بعد أن نقر جميعا أن المجازر غير مبررة، نعود إلى الآية الكريمة التي تتحدث عن نبإ الخصمين الذين تسوروا المحراب، وعن التسع وتسعين نعجة والنعجة الواحدة، فمن صاحب الحق منهما؟

حقيقة لا نعرف، ولن نعرف، ولا ينبغي أن نعرف، قبل أن نسمع صاحب التسع وتسعين نعجة مثلما سمعنا صاحب النعجة الواحدة.

في حالة الهولوكوست اليهودي، يبدو أن الألمان قد اعترفوا بذنبهم وأقروا بما اتهمهم به اليهود، فكان سهلا أن نلوم الألمان بهذه الجريرة، لكن في الحالة الأرمنية يقول الأتراك أن ما حدث يغاير الرواية الأرمنية.

لذلك قبل أن تأخذنا حمى اللطم والتطبيل والتزمير على الضحايا، هل يوجد هناك رواية تركية ممكن عرضها في محكمة تعارض الرواية الأرمنية؟ أم أن الأتراك مذنبون دون سماع رأيهم؟

أعتقد أن الأتراك مذنبون دون سماع رأيهم، يكفي أن الأرمن مسيحيون من عرق آري، وأن الأتراك مسلمون سنة من عرق طوراني.