لن نتحدث عن الماضي السحيق، ولا الماضي القريب،

سنتحدث عن شيء عمره عشرون عاما، وهو مجزرة خوجالي في أذربيجان

آذربيجان ومذبحة خوجالي في حربها مع الآرمن
ات الحديث عن المذبحة التي تعرض لها سكان منطقة خوجالي في آذربيجان، هي الشاغل الأكبر للصحف ووسائل الإعلام الآذربيجانية
العربیة24: بات الحديث عن المذبحة التي تعرض لها سكان منطقة خوجالي في آذربيجان، هي الشاغل الأكبر للصحف ووسائل الإعلام الآذربيجانية، فبعدما أشعلت تركيا ذكرى هذه الحادثة التي تؤجج نار الغضب في نفوس الآذربيجانيين نكاية في آرمنيا التي قامت بالمجزرة ، ونكاية في فرنسا التي تبنت مشروعاً يدين تركيا في تهمة مذبحة الآرمن أبان الحكم العثماني. وأصبح الحديث عن "خوجالي" ورقة مهمة تستخدمها آذربيجان لكسب تعاطف الدولة الغربية والمنظمات الدولية ، لدرجة أنها أصبحت تحدد الصديق من العدو حسب موقفه من المذبحة مثلما يفعل اليهود في حديثهم عن مذبحة النازي فيما عُرف بالهولوكست.

وبات إثارة هذه القضية يزيد من حالة التوتر والصراع بين دولة آذربيجان ودولة آرمنيا ، حتى أن مندوب آذربيجان لدى الأمم المتحدة " اكشين مهدييف" ، استغل القضية في موضوعات الأمم المتحدة وقال اليوم : قد يكون المندوب الآرمني آخر رجل يتحدث عن حقوق الإنسان ، الأمر الذي أدى إلى خلاف بين الجانبين اليوم في المناقشات حول موضوع المرأة والسلام والأمن في الأمم المتحدة.

وأفادت الأنباء أن المندوب الآذربيجاني الدائم لدى الامم المتحدة ، قد أدان أعمال العنف ضد النساء مشدداً على أنه يجب أن تلتزم كل الجوانب بالتعهدات المتعلقة بحقوق الإنسان والتعهدات الدولية.

وأشار مهدييف إلى الذكرى العشرين لمذبحة خوجالي المرتكبة ضد الآذربيجانيين الأبرياء في مدينة خوجالي مشيراً إلى إنتهاك الحقوق الدولية المذكورة في مقرارات مجلس الأمن حول إحتلال الأراضي الآذربيجانية.

وأكد اكشين أنه سيتم إحالة المتورطين في الجريمة إلى المسؤولية الجنائية.

وتحدث مهدييف عن أخذ النساء الآذربيجانيات رهائن من قبل الآرمن في النزاع المسلح مذكراً أنه دعت الدورة الـ54 للجنة وضع المرأة إلى الافراج الفوري عن أولائك الرهائن وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

وحينما ألقت "جارين نازاريان" ممثلة الجانب الآرمني في الأمم المتحدة كلمة قائلة : إن بلادها "مخلصة" في التعاون مع مجلس الأمن والمنظمات المعنية فيما يتعلق بالمسائل المرفوعة إلى المناقشة.

رد "مهدييف" عليها قائلاً : إن كلام المندوب الآرمني تهدف إلى إرباك مجلس الأمن ، وموضحاً أن آرمنيا تحاول بإستمرار تبرير أعمال العنف التي تنفذها ضد الأبرياء ومن جملتهم النساء والفتيات ، وقال : "ولو قرأ المندوب الآرمني الوثائق الدولية بدقة ؛ فلن يتحدث عن هذه المسائل. ولا شك في أن الإحتلال الارمني يتحمل المسؤولية عن تلك الأعمال الهمجية".

واضاف المندوب الآربيجاني أن الحكومة الآرمنية تنتهج سياسة التطهير العرقي ولذا قد يكون المندوب الآرمني آخر رجل يتحدث عن حقوق الإنسان.

وشدد السفير مهدييف على أن منطقة "ناغورنو قره باغ" جزء لا يتجزأ من آذربيجان قائلاً :" أن الموقف الآرمني يمثل خطرًا جدياً على السلام والأمن الدوليين.

قرار رسمي حول مذبحة "خوجالي"

قام المجلس الوطني الآذربيجاني بإصدار قرار يعترف بالإبادة الجماعية التي تعرض لها الآذربيجانيين من قبل القوات الآرمنية في مدينة خوجالي.

ونص مشروع القرار الذي أعدته لجنة من أعضاء المجلس الوطني برئاسة النائب الأول لرئيس المجلس الوطني "ضيافت عسكروف" ؛ على إرتكاب جريمة عسكرية ضد السكان الأبرياء في مدينة خوجالي ، وجاء كالتالي : "بدأ هجوم على خوجالي في ليل 25 الى 26 فبراير عام 1992. وشاركت في الهجوم الوحدات العسكرية لجمهورية آرمينيا والعصابات الإرهابية الآرمنية في منطقة قره باغ والفوج 366 التابع للإتحاد السوفيتي السابق. وقام الأعداء بتسوية المدينة بالأرض خلال عدة ساعات بدون وجود أية دوافع عسكرية للقيام بذلك. وقتل 613 من سكان المدينة وبينهم 63 طفلاً و10 نساء وتم محو 8 عائلات تماماً بممارسات همجية. وأصبح 487 شخصاً معوقين ، وأسر 1275 شخصاً بشكل همجي وأُخذوا كرهائن وبينهم شيوخ ونساء وأطفال. ولا يُعرف مصير 150 من الرهائن وبينهم 68 مرأة و26 طفلاً".

ولم ينسى التقرير ذكر مقتل نحو مليوني آذربيجاني وتركي من قبل الآرمن خلال 100 عام الأخيرة.

وأوصى قرار المجلس الوطني السلطات الأمنية الاذربيجانية بتشديد الإجراءات المتخذة لتحديد الأشخاص المتورطين في إرتكاب الإبادة الجماعية في خوجالي وإحالتهم إلى المسؤولية الجنائية ، وجاء القرار كالتالي : "على المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية في آذربيجان أن تنسق جهودها الرامية إلى نشر المعلومات المتعلقة بنزاع منطقة قراباغ وفضح أكاذيب الآرمن".

وطالب الحزب الحاكم في آذربيجان أن تقيم مجموعة "مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل الآرمن في مدينة خوجالي الآذربيجانية ، والوقوف بشكل عادل تجاه تسوية نزاع منطقة "ناغورنو قره باغ". واقترح علي أحمدوف نائب رئيس حزب آذربيجان الجديدة في جلسة المجلس الوطني المكرسة للذكرى العشرين لمجزرة خوجالي - بإنشاء صندوق لصالح ضحايا مذبحة خوجالي.

تركيا تستفيد من القضية

بلاشك تستفيد تركيا بشكل كبير من إثارة قضية خوجالي ، للضغط على الجانب الآرمني ، والفرنسي ، بعدما حاولا تشويه سمعة تركيا على مستوى الإعلام الدولي.

وحاولت الجانب التركي دعم القضية الآذربيجانية بشكل كبير في إعلامه وصحفه وبرلمانه ، ولاسيما أن دولة آذربيجان تمثل إمتداداً لأمن تركيا ولعرقيتها وثقافتها.

فنظم اليوم أعضاء الجاليتان الآذربيجانية والتركية أمام السفارة الآرمنية في واشنطن مظاهرة إحتجاجية مكرسة للذكرى العشرين لما عُرف بإبابادة خوجالي الجماعية المرتكبة من قبل الآرمن . وحمل المتظاهرون لوحات تدين الإبادات الجماعية المرتكبة من قبل القوات الآرمنية. ووجه أعضاء الجالية نداء إلى المجتمع الدولي مطلبين معاقبة مرتكبي المجزرة.

وطالب المتظاهرون أيضاً بالانسحاب الآرمني من الأراضي الآذربيجانية المحتلة. وكذلك حملوا لوحات تعكس مشاهد المذبحة في منطقة خوجالي.

وفي تركيا أمس قام خطباء الجمعة بقراءة خطب تذكر بضحايا مجزرة خوجالي قبل صلاة الجمعة في كل مساجد اسطنبول.

وقامت خطب الجمعة بالحديث عن الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل الآرمن في مدينة خوجالي بإقليم "قره باغ" الآذربيجانية يوم 25 و26 فبراير عام 1992م ، وجاء في بيان خطبة الجمعة : " إننا نشاطر الشعب الآذربيجاني الشقيق والصديق الحزن والألم في الذكرى العشرين لإبادة الآذربيجانيين المدنيين من قبل قوات الآرمن الوحشية. ونسأل الله تعالى رحمته لإخواننا وأخواتنا المقتولين في تلك الحادثة الشنيعة. ونتمنى التحرير العاجل للأراضي الآذربيجانية المحتلة من قبل الآرمن".

أصداء عالمية على المذبحة

وفي الولايات المتحدة أيضاً اعترفت ولاية نيوجيرسي الأمريكية بمجزرة خوجالي، وأصدر حاكم ولاية نيوجيرسي الأمريكية "كريس كريستي" ونائبه الأول " كيم جاداجنو" ، بياناً مشتركاً حول الإبادة الجماعية المرتكبة من قبل الآرمن في مدينة خوجالي الآذربيجانية.

وجاء في البيان التالي : "نحن الرابطة الآذربيجانية الأمريكية نعلن باسم ولاية نيوجيرسي تضامننا مع كل من يحيي الذكرى العشرين للمأساة الرهيبة لحرب منطقة "ناغورنو قره باغ" أي مجزرة خوجالي التي قتل فيها مئات الآذربيجانيين من قبل الجنود الآرمن والروس أثناء محاولتهم للهروب".

وعرضت أمس قناة "فرانس 24" التلفزيونية الشهيرة تقريراً أعده مراسلها في القوقاز الجنوبية عن الإبادة الجماعية في مدينة خوجالي.

وقال متحدث باسم السفارة الآذربيجانية لدى فرنسا أن التقرير يذكر العالم بالذكرى العشرين لمجزرة خوجالي التي راح ضحيتها 613 آذربيجانيا بينهم نساء وأطفال على يد قوات الآرمن. وكذلك أشار إلى وجود نحو مليون لاجئ في آذربيجان يعيشون في ظروف معيشية صعبة.

وفي دولة روسيا لم يسمح عمدة العاصمة الروسية موسكو ، للجالية الآذربيجانية بإقامة مظاهرة أمام السفارة الآرمنية تتعلق بالذكرى العشرين لمجزرة خوجالي.

وقد أفادت الأنباء أن الآذربيجانيون المقيمون في موسكو ، وجهوا نداءً إلى ديوان عمدة موسكو لإقامة مظاهرة أمام السفارة الآرمنية لدى روسيا. لكن الجالية الآذربيجانية لم تتلق رداً إيجابيا على طلبها.