لا يفهم من كل ما سبق أنني أبارك ما صنعته الأيادي الآثمة بالأرمن في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، فأرمني واحد مقتول ظلما هو أعز علي من كل دولة زعمت أنها تحكم باسم الإسلام، سواء أكان هذا الأرمني نصرانيا أم مسلما أم لادينيا. والإسلام الذي كانت تتصور الدولة العثمانية أنها تدافع عنه، أنا شخصيا ضده ولا أقبله، ولا أراه هو الذي أتى به محمد بن عبدالله من ربه. لكنني أنقل ما سبق لأبين النفاق والازدواجية واجتماع الأضداد على الخصوم، وإلا فما يجمع علي نور اللمبة الرافضي الشيعي الإثني عشري الذي يرى مذهبه المنحول المنسوب إلى الإسلام زورا وبهتانا، ويرى نجاسة عين الكافر، مع أوبزيرفر الذي يريد أن يطرد العرب والمسلمين من كل المشرق ويحشرهم في الحجاز معتبرا ذلك كرم أخلاق منه، بما في ذلك قوم علي نور من الشيعة الإثني عشرية الرافضين لخالد وعمر وفتوحهما. ما يجمعهم هو بغض العثمانيين لا حب الإنسانية.

ونحن نرى أن الدولة العثمانية هي كغيرها من الدول العديدة التي مرت في التاريخ وتمر، ليست شرا مطلقا ولا خيرا مطلقا، ليست إلا دولة قد خلت، لها حسنات شتى وسيئات شتى. ولا نراها بعد موجودة في واقع اليوم، ولا نرى تركيا الحالية لها علاقة بالدولة العثمانية إلا كما للدولة السعودية علاقة بالدولة النبوية، أو ما للجملكة السورية من علاقة بدولة بني أمية، أو دولة الطوائف العراقية بدولة بني العباس. لا علاقة للواقع بالتاريخ. أما ما دئبت عليه دهرا من تذكير بالدولة العثمانية، فكان منبعه كما قال نوار، استفزاز محض لأن القوم الذين يكتبون هنا لا ينفع معهم نقاش ولا حوار ولا كلام عقال، والا شو هو كلام العقال الذي ينبغي أن أقوله لواحد مثل رفيق كامل يرى السنة من أهل حمص بقية من محتلين عرب وترك، وواحد مثل علي نور يرى أن الشيشان يجب أن يقبلوا بحبور بالبسطار الروسي داعسا على رؤوسهم، أو واحد مثل رحمة العاملي يريد أن يقاتل السفياني والأبقع والأصهب والمزركش ليخرج إمامه الغائب قسرا وتقوم القيامة، والا واحد مثل أوبزرفر يرى أنه قد حان وقت حساب خالد بن الوليد لفتحه بلاد الشام وطرده الروم منها، والا واحد مثل فودكا كتب وكتب وما عرفنا شو كتب، الخ...

الإستفزاز هو ما يدفعنا لكتابة السلطنة العثمانية وسيفها الطويل، لأنه لا ينفع معكم غيره حديثا، ولو وجدنا منكم طرحا جديا لدعمناه أو ناقشناه، أو حتى تركنا ما نقول من أجله، كل طروحات هؤلاء مرجعها هو الإنتقام من العرب السنة لأن خالد بن الوليد فتح بلاد الشام وعمرو بن العاص فتح مصر وسعد بن أبي وقاص فتح العراق، قبل 1400 سنة. وهذا الإنتقام قد توفر من خلال مجازر النظام السوري في هذه الثورة، النظام والعصابات التي رباها في سجونه ثم أطلقها، من مثل داعش وما شابهها.