لا عزيزي، أريد أن أقول أنك لست مؤهلا لإدانة أية جريمة، لأنك تبرر دون أن يهتز جفنك جرائم حدثت في التاريخ.

ثم من قال أنني أبرر ما حدث للأرمن؟ أنت لا تقرأ، وإذا قرأت لا تدرك المعنى القريب فضلا عن البعيد على ما يبدو.

أنا أدين قتل أرمني واحد، ولا أنتظر حتى يصبحوا ألفا وألفين، أو مليونا ومليونين، ولا أبرر ما حدث لهم، لكنك عزيزي لست نظيف القلم حتى تلطم على مجزرة الأرمن وقد بررت مجزرة مماثلة وقعت للموريسكيين، ثم أدرت ظهرك عن مجزرة الأذريين كأنها لم تكن.

أنا لا أنظر إلى خالد بن الوليد كواقع، بل كتاريخ، لكنني ألاحظ أنك تريد الإنتقام من العرب السنة من أجل أفعال خالد، تارة بحجة القانون الدولي وطورا باسم حقوق الإنسان، وهو أمر ليس حسنا ولا أقبل أن يمر دون أن ألفت النظر له، وهو بعد لا يحل مشكلات المشرق مطلقا.

ثم نأتي إلى أغلوطة هتلر التي ذكرتها، هل أسر لك مستشاروه بهذه القضية؟ هل يوجد دليل على هذا الزعم؟

هناك الكثير من اللغط حول القضية الأرمنية، لا تماثل ما يرويه الغرب عنها، أنا أكتفي بسقوط ضحية أرمنية واحدة بريئة لأدين الفعل، لكنني لا أكذب ولا أقبل نشر كذب الغرب حول القضية الأرمنية، أنا لا أبرر ما حدث لكن الرواية الأرمنية والغربية كاذبة، وتسيء إلى الشهداء الأرمن الذين قضوا، ولا علاقة لها بحقوق الإنسان والإنسانية، ولا علاقة لها بضمير العالم الميت.

ضمير العالم الذي يلطم على "مجزرة" وقعت قبل مائة عام، ثم ينام سعيدا قرير العين على صراخ اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، ولا يبالي بقتل البوسنيين والفلسطينيين والسوريين، هذا الضمير محله طيز الكلب فقط ولا علاقة له بالإنسانية.

حين تذكر مجزرة الأرمن من رواية الأرمن، فإنه من العدل أن نسمع دفاع العثمانيين عن أنفسهم قبل أن نحكم عليهم بأنهم همج. طبعا أنت حكمت عليهم أنهم همج ليس لأنهم قد ذبحوا الأرمن بل لأنهم مسلمون وهذا يكفيك.
حين تذكر مجزرة الأرمن فإنك تنسى أنه قبل بضعة سنوات تحدت تركيا أرمينيا ودعتها إلى الإحتكام إلى الأرشيف فسكتت أرمينيا ومناصريها من الغربيين المنافقين.

نسأل الله الرحمة لمن قضى من الأرمن بريئا أعزلا، سواء أكان قتله على يد عثماني أم بسبب تعامل عصابات أرمنية مع الإمبراطورية الروسية من أجل قضم الدولة العثمانية، وندين دون تحفظ كل سيف ولغ في دماء أبرياء الأرمن وما أكثرهم، لكننا لا نقبل النفاق أيضا، ولا نقبل تحريك ضمير العالم من طيز الكلب من أجل حسابات سياسية خبيثة... وواضح لدي أن سبب تحريك قضية الأرمن هذه السنة بهذا العنف هو موقف تركيا من الثورة السورية المباركة فقط.

حين أجدك يا أوبزيرفر متماشيا مع وصايا المسيح المذكورة في الإنجيل، حين أجدك منسجما معه في قضية الموريسكيين الأندلسيين الذين عددت قتلهم وطردهم وتنصيرهم بالقوة عملا وطنيا، حينها فقط سأقبل لطمك على الأرمن والسريان والأشوريين. لأنك تلطم عليهم حينذاك لأنهم بشر أبرياء قتلوا ظلما. أما اليوم فلا أراك تلطم إلا على شيعتك وقومك لا لأنهم أبرياء أو مذنبون بل لأنهم من طائفتك فقط لا غير.


أما أبو ذر الغفاري، فلو عرفت عمن تتحدث لسكت طويلا.. ومنذ متى كان أبو ذر الغفاري ممن حملوا السيف ليجبر الناس على شيء؟ إن اشتهر بشيء هذا الرجل فإنما اشتهر بصدق كلمته وجرأته في الحق على الظالمين ونصرته للمستضعفين، فمن شابه أبا ذر فقد فاز في الدنيا والآخرة، لله دره فقد عاش وحده ومات وحده ويبعث يوم القيامة وحده.