وضع مصر غير وضع اسبانيا فالأخيرة حين غزاها المحمديين ٧١١ ميلادية كان النبلاء والأسر البرجوازية قد فروا الى الجبال والوديان الشمالية التي لم يشملها الغزو وأسسوا هناك مملكتهم بالجزء الشمالي الغربي (استورياس) عام ٧١٨ ميلادية وبعدها بأربعة أعوام بدات حروب (الريكونيكستا- الاسترداد ) ٧٢٢ م بمعركة (كوفادونجا) بهزيمة المسيحيين للمحمديين وان تم الاستراد بالبداية على نار هادية لكنه وصل ذروته باتحاد مملكتي ليون وقشتالة حتى طردوا المحمديين من ايبريا شر طردة في النهاية


اما وضع مصر فمختلف ، فالشعب المصري سيكولوجيا مسالم ودائما مايرضى بالواقع وشعب مش بتاع غزوات او توسعات وان حدث بعهد -امون حوتب التالت- حين وصلت مملكة مصر حتى نهر الفرات او بعهد -رع موسى التاني-

وحين دخلها المحمديين كانت مصر محتلة وبالتالي عرب او بيزنطيين في نظر المصريين تحصيل حاصل فلا ملك كان موجود ومكنش فيه جيش وطني بل جنود بيزنطيين منتنيين يعيثوا بمصر الفساد!

والاهم ان هناك فرق شاسع بين ايبريا البعيدة عن المركز ومصر القريبة جدا من المركز في يثرب ودمشق وبغداد فضياعها يعني قصم ضهر المملكة المحمدية وتخليها بالتبعية عن شمال أفريقية

وهو ماجعل الخليفة المحمدي المأمون يأتي لمصر شخصيا لإبادة ثورة البشموريين بقيادة البطل مينا بكريوس -مينا بن بقيرة-

وهي الثورة الوحيدة التي جرت ضد المحمديين الغزاة في التاريخ المصري

عوامل اخرى لم تساعد على طرد العرب في نظري -

رضوخ المصريين للبابا الذي كان يهادن دوما الغازي المحمدي خشية على رعاياه وعلى نفسه ولا يدعوا شعبه للقتال بل وحتى يرفض مساعدة الملوك الخاضعين له روحيا كملوك النوبة او مساعدة مملكة اكسيوم الخاضعة لكنيسة الاسكندرية بالهضبة الإثيوبية ضد الغزو المحمدي الى قيصر موسكو.

طبيعة المصريين الصحية فأغلبهم بسبب تخاريف الصيام الكنسي يمتنعون عن البروتينات فترة طويلة من السنة مما يجعل صحتهم على قدهم والاحتلال المحمدي قضي عليهم فحين دخل المحمديين مصر كان من يدفع الجزية عند الغزو ٦ ملايين (وفي قول آخر ثمانية) مما يعني أن تعداد السكان كان أكثر من ١٥ مليونا

ولكن حين جاءت الحملة الفرنسية لمصر كان تعدادهم اقل من ثلاثة ملايين فقط!

ولا تنسى طبيعة المحمديين الوحشية راجع كتاب الفريد بتلر او سناء المصري وهم كتابان محايدان ولايقفون مع طرف ضد طرف.

طبيعة مصر الجغرافية لاتساعد المقاومة فلا جبال تأويهم ولا هضاب عالية تبعد عنهم خطر الغازي بل بلد اغلبها سهل منبسط عالنيل يسهل الوصول اليه

مصر كطبيعة دولة شديدة المركزية كاليابان العاصمة التي تحكم والعاصمة هي القلب الذي يضخ الدم لشرايين الجسد ان أصيبت بشئ مرض الجسد وان صحت ، تعافى الجسد ، لايجوز خرق تلك القاعدة - راجع جمال حمدان عن مركزية مصر-

كل الدول العربية تقدر تقسمها عدا مصر ، هتقسم فيها اية؟ لا شمال يقدر يستغني عن الجنوب ولا جنوب يقدر يعيش من غير الشمال

اما مصر الواسعة كسيناء ومريوط فهي حديقة لمصر و مجرد بوادي صحراوية يمكن الاستفادة من معادنها كسيناء او بناء معبد للرب في سيوة وهذا المثال من الممكن ان ينطبق على فلسطين اذا كان وافق محمد على باشا الكبير على صلح كوتاهية ورضى بولاية عكا تابعه له وقتها وان متاكد من ذلك لو ضمت عكا لمصر ماكنت قامت دولة يهودية بفلسطين ولكانت فلسطين الحالية ثلاث او اربع محافظات مصرية.

بس نصيب !