(08-24-2014, 05:02 AM)عاشق الكلمه كتب: (08-23-2014, 12:44 AM)العلماني كتب: (ههها أحلى شي لمّا "ينتعك" آية قرآنية بتقول: ولتجدّن أقرب مودّة للذين آمنو ... مش عارف شو ... العمى، إذا الأقرب مودّة هيك، كيف مع الأبعد مودّة ؟!! عموماً، شفنا مع الإيزيديين المساكين شو صار).
وأنت يا سندى جاى بعد 1400 سنة تسأل عن المودة ؟!! أما عجايب !!
يارجل أكثر من 40% من سكان لبنان مسيحيون ورئيس الدولة مسيحى بحسب الدستور !!
يارجل صدام حسين كان مسلم نطق الشهادة على حبل المشنقة , وفى زمنه لا كانت داعش ولا أبو أم اللى خلفوا داعش يجرؤ أحد أفرادها على رفع مجرد راية عوضا عن أن يمسك بسلاح !! ولا كان يجرؤ عراقى على إزدراء عراقى أخر لسبب عرقى أو مذهبى أو طائفى !! فماذا فعلتم بصدام حسين ؟!
إنت جاى النهاردة تمسح بجرة قلم 1400 عام من التعايش بسب أخر عام ؟! لم يقل أحدا من المؤرخين بأن المسلمين وفى خلال 14 قرنا قد أقاموا المجازر بحق المسيحيين وأحرقوهم فى أفران الغاز بالملايين ! أو أنهم أقاموا للمسيحيين محاكم تفتيش ليفتشوا عن أفكارهم وعقائدهم ويجبروهم جبرا تحت ضغط وإرهاب التعذيب والقتل الى الهجرة من بلدانهم أو التحول عن دينهم !!
طيب ما طالبان منذ تسعينيات القرن الماضى وهى تسيطر على أفغانستان تحت سمعنا وأبصارنا وكنا نسخر منها ومن أفعالها لكن لم يقل أحد بأنها تمثل الاسلام وعموم المسلمين ! إشمعنى داعش يعنى ؟ وبعدين تركت العالم الإسلامى كله وركزت على داعش بالعراق !! أنت كمن يقف أمام إمرأة جميلة تستحق إمعان النظر فى مفاتنها فتركت جمالها وذهبت تنتظرها فى التواليت لتنتقد ( قلوط الخرا ) الذى يخرج من مؤخرتها !!
يا راجل إرحمونا بقة الحكاية زادت عن حدها قوى وأصبحت لا تطاق !! خطابكم يدفع من يقرأه دفعا لأن يصبح داعشى لولا ذرة من عقل لازالت تعمل فى رؤسنا !
وانت محموق قوي ليه إن شاء الله؟ وازاي الحكايه أصبحت لا تطاق يعني؟
المقال يتحدث عن "اضطهاد الأقليات الدينية" في دولة لا ترتكز على "المواطنة" و"المساواة". وهذا ينسحب على كل دولة في الغرب وفي الشرق، ومن ضمنها دولة الخلافة البائدة، فإيه المشكلة يعني؟
نعم، كان هناك ضغطاً ممنهجاً "مفهوماً" (وركّز لي على عبارة "مفهوماً") تاريخياً من قبل "دولة الخلافة" على جميع الأقليات الدينية لأنها دولة غير مساواتية، وفي كل دولة غير مساواتية،تبرز فئة على حساب أخرى حسب الدين واللون والعرق يكون هذا الاضطهاد. هل تعرف شيئاً عن هذا الاضطهاد يا سندي؟ بالتأكيد لا، فأنت مصري مسلم تعيش على أرضك، ولكن أخيك القبطي قد يعلم الكثير عن هذا، وأنا كعربي فلسطيني أعيش في دولة تصرّ على أن تكون يهودية أعلم أيضاً الشيء الكثير عن هذا "الاضطهاد الهاديء"، فما المشكلة في توصيف حقيقة ما؟
تحدثني عن مسيحيي لبنان، هل تعلم لماذا "لبنان" (والجبل منه بالذات، فهو اصل الدولة اليوم) هو الذي احتوى على المسيحيين وعلى الأقليات الدينية المضطهدة الأخرى مثل الدروز والشيعة ؟
أنظر إلى أماكن تواجد الأقليات الدينية اليوم ولسوف تجد أنها أماكن جبلية تستعصي على نفوذ الدولة المركزية في ذلك العصر (العلويون في الجبال، وجبل لبنان، وجبال عاملة الشيعية، وجبل العرب في سوريا، وجبال الجليل في فلسطين إلخ). فالاضطهاد الهاديء ألجأ المخالف لدين الأغلبية (الإسلام السني) في دولة الخلافة الدينية إلى "الجبال"، وحتى في الجبال لم يجدوا مكاناً يحميهم من الذبح أحياناً. ففي سنة 1860 (يعني مش من زمان قوي) تم "ذبح" سكان جبل لبنان وجزء كبير من مسيحيي دمشق وحرق بيوتهم على يد جماعات منفلتة بتحريض من الدولة المركزية (التركية) وموظفيها وإدارتها. يومها اضطر "نابليون الثالث" إمبراطور فرنسا لإرسال عسكره حتى بلاد الشام كي يوقف المذبحة ويدافع عن بني ملته. فهل هذه الوقائع تحرّضك على أن تكون "داعشياً" كما تقول؟
مع هذا الذبح فإن جزءً كبيراً من اللبنانيين، على رأسهم المعلم بطرس البستاني الذي فقد أخاه في الأحداث، ردّ بمحاولات في التسامح وتعزيز الوطنية والقومية العربية (مقالاته في "نفير سوريا" واضحة في هذا المضمار)، ثم أسس اللبنانيون الجمعية العلمية السورية وجمعية بيروت السورية التي تبنت القومية العربية نهجاً ومنهاجاً. أي انهم بحثوا عن حلول تحفظ لهم حقوقهم ولكنها تتم من خلال مؤاخاة الجميع المسلمين والمسيحيين واليهود وجميع من يقطن البلاد العربية تحت مسمّى العروبة ومن خلال بوتقة القومية الجامعة. كان هذا الرد على المذابح، وهو ردّ حضاري جداً كما تعلم، فلقد كانوا يملكون الخيار الآخر أي الاستقواء بالاستعمار في ظل الدولة العثمانية المريضة ومحاولات استغلال أكثريتهم في الجبل آنذاك والاستئثار بالسلطة واضطهاد الآخر المختلف. ولكنهم اعتبروا التعصب الديني جهلاً والمؤاخاة والاندماج في المجتمعات العربية هي الحل، وقاموا بجهود جبارة في المشاركة بما بتنا نسمّيه بعد ذلك "عصر النهضة"، ووصلت مشاركتهم هذه إلى "مصر" - بلدك - من خلال تأسيس "المقتطف" و"الأهرام" و"الهلال" التي تعرفها أكثر منّي.
المشكلة اليوم يا سندي هي أن "الإسلامويين" من "إخونجية حتى داعش" يريدون أن يعودوا بنا إلى ذلك العصر، الذي لم يكن عصر "غانية جميلة كما قلت" ولكنه عصر "عجوز حيزبون تسلح على نفسها يومياً وأينما وضعت يدك فإن رائحتها سوف تكون منتنة". وللأسف، فهم قد نجحوا بشكل كبير في تسويق "تفسيرات للإسلام" تناسب عزمهم ومنهاجهم. هذه التفسيرات والوباء "الإسلاموي" جعلوا الشارع اليوم مهدداً بالعودة إلى الوراء بعدما كنّا قبرنا هذه الأوساخ في القرن العشرين. وما نجده في العراق وسوريا ومصر عبارة عن إرهاصات لمذابح الطوائف الممكنة التي لا تنفع أحداً.
لذلك، فأن أقول عن اضطهاد ديني قديم في الشرق، دون أن يصل إلى الدم دائماً (فالاضطهاد على أنواع مختلفة وليس فقط الذبح تمارسه داعش) هو "تاريخ" "وتوصيف حقائق". وأن أعمل على درئه من خلال "دول مواطنة حقيقية" و"دول مساواتية" هو أمر مشروع وهذا وقته وزمانه.
لا ينفعنا اليوم "تجميل" تاريخنا كأن شيئاً لم يكن. فهذا "التجميل الممنهج" الذي اتبعناه في تقوية القومية العربية قبل خمسين عاماً، استغله الإسلامويون كي يبثوا سمومهم الوسخة ويعدوا الناس بالعودة إلى الماضي كحلّ ممكن للمستقبل. المهم اليوم هو "توصيف" هذا التاريخ بجميع "وسخه" والعزم على عدم الرجوع إليه، والنظر إلى المستقبل بأعين ثابتة من خلال استفادة من تجربة الآخرين الحضارية وأهمها "التجربة الغربية" في العلمانية والمساواة ونزع فتيل القنبلة الدينية، ليس لأنها غربية، ولكن لأنها أفضل التجارب الناجحة في التاريخ (كان النزاع بين البروتستانت والكاثوليك أشد فتكاً من النزاع بين الفرق الإسلامية أو بين الإسلام والمسيحية ).