(10-05-2014, 01:54 AM)خالد كتب:  دايما، أسلوب قديم حديث، اللجوء إلى السخرية حين الوصول إلى الزاوية المحشورة.

هارد لك يا علماني، أسلوب قديم مجرب، وأثبت فشله في كل مرة عند غيرك قبلك.

نزار سيبقى أجل، كما بقي أبو رغال من قبل. حين سيدرس أحفادي وأحفادك تاريخ أدب هذا العصر الهابط، سيدرسون من رموز انحطاط الأدب كان نزار قباني، وليس سبب انحطاط الأدب لديه هو ذوقه في الغزل مطلقا، فقد وجد ما هو أجرء منه في التاريخ الجاهلي والإسلامي، سبب انحطاط الأدب لديه هو ضراعته كما قال جرول.

كيف هاي؟ اعرب لي ياها بالله ... "جرول" بحاله كان وغداً من الدرجة الأولى، و "لحّاس ... " وقصيدته في مدح "عمر بن الخطّاب" ليست أكثر من هذا، ومع ذلك فهي من جيّد الشعر. وعصره نفسه، إن كان لا يجاري عصر من تقدم من أصحاب المعلقات، فهو عصر لا يعرف الانحطاط في الشعر.

خالد يا سندي، "الانحطاط الشعري" ليس على المستوى الإنساني أو الأخلاقي، "فجرولك" هذا عندما سئل وهو على فراش الموت: بماذا توصي لليتيم؟ أجاب: أرجو أن تلعنوا أباه وتنيكوا أمه (هذا ما يقوله "ابن قتيبة"). فليس مطلوباً من الشعراء أن يكونوا أنصاف آلهة أو أنبياء أو قدوات لنا في المواقف الإنسانية النبيلة، فالملائكة والقديسين والأنبياء والاولياء الصالحين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين لم يخرجوا لنا "قامات شعرية" ولن يفعلوا ذلك. فالشعر في حقيقته "تمرد وثورة داخلية وزندقة وانتفاضة على الموروث اللغوي والأخلاقي" ولك بمن سمّاهم "طه حسين" "الغزلون" من شعراء العصر العبّاسي أسوة حسنة. فهذه المدرسة المجددة بامتياز في الأدب العربي كانت تضمّ "بشار" و"والبة بن الحباب" و"الحسن بن هانيء" و"مسلم بن الوليد الأنصاري" و"آدم بن عبدالعزيز" و"حمّاد عجرد" و"مطيع بن إياس"، بل انها كانت تضمّ بين ظهرانيها الجواري من أمثال "عنان جارية الناطفي" وغيرها ممن يباع في سوق النخاسة ويقدّم "خدماته الجسدية" للذي يدفع أكثر.

أمرؤ القيس "حامل لواء الشعراء وقائدهم إلى النار" حسب "الحديث الشريف" كان جيّد شعره "مغامرات نسائية" (يوم دارة جلجل، ويوم دخل خدر عنيزه إلخ). ومعظم شعر "عمر بن أبي ربيعة" هو شعر "متهتك" بمقاييس تلك الفترة، يبدأ بمحاولة الوصول إلى النساء، وينتهي وهو يحادثهن طوال الليل. والأبيات الخالدة "لولّادة بنت المستكفي" هي أبيات "فاجرة" بالمفهوم الديني، و"ابن زيدون" لم يكن إلا عاشقاً لها. و"موشح جادك الغيث" المشهور "للسان الدين بن الخطيب" ليس أكثر من حكاية عشق. هذا قديماً، أما حديثاً فحدّث ولا حرج.

أخيراً، ما تفعله أنت وصاحبك "الانكيدو" حتى الآن هو جهل فاضح، فأنتم "تهرفون بما لا تعرفون"، تماماً مثل "السمكري الذي يعطي رأيه بالذهب" أو "الكبابجي" الذي يدلي دلوه بصناعة الدبّابات فيطلب من المهندسين أن يضيفوا إلى الحديد شيئاً من "الكمّون والبقدونس" ...