{myadvertisements[zone_1]}
الرحمن و الشيطان - د محمد شحرور
thunder75 غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,703
الانضمام: Feb 2002
مشاركة: #4
الرحمن و الشيطان - د محمد شحرور
الشيطان:

إن لفظة الشيطان في الكتاب هي من المصطلحات المتشابهة، فلهذه الكلمة معنيان متباينان تماماً، ويؤخذ أحد هذين المعنيين حسب السياق العام للآية التي ورد فيها مصطلح الشيطان. فعندما تأتي لفظة الشيطان من فعل "شطن" تكون النون من أصل الفعل فهو على وزن "فيعال".

وفعل شطن يعني البعد فنقول بئر شطون أي بعيدة القعر، والشطن هو الحبل لأنه بعيد ما بين الطرفين ومنه أيضاً معنى الغرابة. وفي هذا المعنى مصطلح الشيطان هو مصطلح مادي موضوعي له وجود خارج الوعي الإنساني، ولكي نفرقه عن المعنى الآخر للشيطان سنطلق عليه مصطلح "الشيطان الفيعالي" وقد جاء بهذا المعنى في الآيات التالية:

(وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شيطانهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون).الشياطين هنا قد تعني أشخاصاً "زعماء" غير ظاهرين للعيان:

- (طلعها كأنه رؤوس الشياطين). الشياطين هنا تعني شيئاً غريباً بعيداً عما ألفه الناس.
- (ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملاً دون ذلك وكنا لهم حافظين).
- (والشياطين كل بناء وغواصٍ).
- (وحفظاً من كل شيطان ماردٍ).
- (وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً).
- (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا).
- (كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران).
- (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين).
- (ومن الناس من يجادل في الله بغير علمٍ ويتبع كل شيطان مريد).
- (فو ربك لنحشرنهم والشياطين).
- (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين).
- (وما تنزلت به الشياطين * وما ينبغي لهم وما يستطيعون).
- (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين). "لاحظ كيف استعمل التنزيل للدلالة على حركة خارج الوعي الإنساني".
- (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين).
- (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس).

أما المعنى الثاني للشيطان فهو من "شاط-شيط" هنا النون ليست من أصل الفعل لذا الشيطان في هذه الحالة هو على وزن "فعلان" وشاط تعني ذهاب الشيء وبطلانه كقولنا أشاط السلطان دم فلان أي أبطله، وجاء الشيطان بهذا المعنى للدلالة على الباطل "الوهم" في الفكر الإنساني، وسنطلق عليه مصطلح "الشيطان الفعلاني".

أي أن الشيطان الفعلاني هو أحد أطراف العملية الجدلية في الفكر الإنساني الذي يحاول معرفة الحقيقة الموضوعية الرحمانية، لذا وهو الطرف النقيض للرحم الذي هو الطرف الحقيقي وهما العنصران المتناقضان في الفكر الإنساني. وهكذا نلاحظ الخلاف الكبير جداً بين هذين المعنيين للمصطلح الواحد "وهذا هو أحد أشكال التشابه".

لقد ورد الشيطان الفعلاني في الآيات التالية:

- (يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا).
- (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى).
- (وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم).
- (وكان الشيطان للإنسان خذولاً).
- (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل).
- (ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً).
- (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى ع القوم الظالمين).
- (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).
- (وكان الشيطان لربه كفوراً).
- (إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً).
- (وما يعدهم الشيطان إلا غروراً).
- (يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً).
- (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً).
- (وما هو بقول شيطان رجيم).
- (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين).
- (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه).
- (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة).

لذا فعلينا أن نفرق وندقق تماماً الشيطان الفيعالي من الشيطان الفعلاني في كل آية ورد فيها ذكر مصطلح الشيطان. وعلى الباحثين المسلمين تدقيق آيات الشيطان مرة أخرى للتفريق بين الشيطانين وبحث ماذا يمثل الشيطان الفيعالي في الحقيقة الموضوعية.

وبما أن الشيطان الفعلاني هو أحد أطراف العملية الجدلية في الفكر الإنساني، فالطرف الآخر في العملية الجدلية هو الرحمن المادي لذا قال: (يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً) فالشيطان الفعلاني يمثل الوهم والجانب الوهمي في الفكر الإنساني، والرحمن يمثل الجانب المادي الموضوعي في الفكر الإنساني.

وبما أن الشيطان الفعلاني هو اسم جنس ولكل إنسان شيطانه الخاص فلا يأتي في الكتاب إلا على صيغة المفرد وليس الجمع. وبما أن الشيطان الفيعالي هو وجود مادي خارج الوعي الإنساني فيمكن أن يأتي في صيغة المفرد أو في صيغة الجمع كقوله: (وإذا خلوا إلى شياطينهم ..) وعندما يأتي الشيطان في صيغة الجمع "شياطين" ينصرف معناها إلى الشيطان الفيعالي.

لذا فبالنسبة لما ورد في الكتاب من الأمر بأن نستعيذ بالله من الشيطان عند قراءة القرآن (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم). نرى أن المعنى المقصود هنا "الشيطان الفعلاني" لأن مهمة الشيطان الفعلاني تحويل قراءة "فهم" القرآن من قراءة مادية "رحمانية" إلى قراءة مثالية "شيطانية".

بعد هذا التمهيد الذي قدمناه لموضوع جدل الإنسان ننتقل الآن إلى شرح عناصر المعرفة الإنسانية:
09-22-2005, 02:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرحمن و الشيطان - د محمد شحرور - بواسطة thunder75 - 09-22-2005, 02:58 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  اللهم صللللللل على محمد وآلللللللل محمد الوطن العربي 18 2,228 03-29-2013, 01:03 PM
آخر رد: vodka
  ما معنى هذا الحديث إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . coptic eagle 3 2,586 10-24-2012, 08:59 AM
آخر رد: الصفي
  هل يعبد المسلمون و المسيحيون و اليهود .. الشيطان ؟ K a M a L 5 1,815 02-01-2012, 04:16 PM
آخر رد: ABDELMESSIH67
  الشيخ محمد الزغبي يرى النبي محمد للمرة 47 ويرى إبراهيم وموسى وعيسى مؤمن مصلح 10 5,758 02-17-2011, 07:34 PM
آخر رد: K a M a L
  قنوات الرحمن وقنوات الشيطان .. في ميزان قرار الفتنة المفكر أركون 1 1,145 10-28-2010, 11:27 PM
آخر رد: سائل الرب

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS