لي تعليق جانبي لكني أراه هام جدا

لماذا يعتقد المتدينون (بخاصة المسلمون) أن الإيمان بوجود إله يطابق الإيمان بدين الإسلام؟

هاتان القضيتان مخلفتان تماما على كافة المستويات.

و لنفرض جدلا أن رجلا قرر التفكير بقضية الإله من الناحية المنطقية ثم استقر بعد طول عناء (أغلب الظن أنه لن يستقر أبدا) على أن يؤمن بوجود إله للكون.

فهل يعني ذلك بالضرورة أنه إله الإسلام؟ و لماذا لا يكون إله المسيحية مثلا - و لا يرد أحد المسفسطين و يقول أن الله واحد بالديانتان - فالله في جميع الأديان السماوية مختلف بينها و لكن لنكن أكثر تحديدا و نسأل لماذا يتبع ديانة الإسلام بشكلها الحالي و لا يتبع المسيحية مثلا؟

و ما هو الفيصل في حالة هذا الرجل؟

إذا كان الفيصل المنطق و العقل و بفرض أن معنى كلا من كلمتي المنطق و العقل هما ما يتفق عليهما العالم و ليس (أن العقل أن تؤمن بالدين الفلاني) فجميع الأديان لا عقلانية و لا منطقية لخروجها عن مجال التجربة الإنسانية و المنطق الصوري - أي لوجود عنصر الغيب بها - و إذا قلنا فليؤمن بالدين الأكثر عقلانية نسبيا نكون قد فتحنا الباب للجدل العقيم أو بالإيمان بأديان جديدة أقرب للعقل من جميع الأديان الحالية.

أما لو كان الفيصل هو الأخلاق (بعد يأس الرجل من العقل كسبيل لإختيار دينه) فالمصيبة أكبر. فمع التقدم العلمي و الإجتماعي الحادث الآن نجد القيم الأخلاقية العليا هي الحرية (بكل معانيها خاصة الفكرية) و المساواه و حقوق الإنسان ...إلخ. و طبقا لقرب رجلنا من العقلانية (و هذا ما جعله يفكر في المقام الأول) فأغلب الأديان السماوية سوف يخسر و بخاصة الأديان التي تحض على العنف مع الآخرين (مثل اليهودية و الإسلام و غيرها).

و أغلب الظن أن رجلنا بعد أن توصل بعد طول عناء لقناعة وجود إله للكون فلن يؤمن أبدا بأي من الأديان السماوية.