الزميل الفاضل الصفي


تقول :

__________________

بعض إشكال الوحي الذي اوردته يحتاج إلى الإيضاح فقد ذكرت كلام الله من خلال ظواهر شبيهة بالظواهر الطبيعية و هي نقطة غير مفهومة فالوحي هو كلام يريد الله أن يبلغه للإنسان فكيف يتفق أن يتكلم الله مع الإنسان بلغة لا يفهمها؟

____________________

عزيزي اقصد بقولي هذا إن الله تعامل مع الإنسان أولاً عن طريق المخاطبة المباشرة ولأن الله لا يُرى في ذاته وجوهره لذا تكلم من خلال أو عن طريق ظهور لريح أو عاصفة أو نار ، يقول الكتاب عن حديث الله مع آدم " وعند هبوب ريح النهار " (خر3 :2-4).

وفي كل هذه الأحوال وغيرها فقد كلم الله هؤلاء الآباء باللغة التي يفهمونها .


وتقول :
_________________________

كما نلحظ انه ورد في مداخلتك ما ينفي امكانية رؤية اي احد لله تعالى :
الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر
الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره احد من الناس ولا يقدر أن يراه
و الاية الاولى تنفي امكانية ان يرى اي احد الله تعالى و لا يوجد اي استثناء حتى للابن. لذلك نجد بقية الاية تقول الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خير .و لو كانت رؤية الابن للاب مكان استثناء من النفي لكانت الصيغة (الله لم يره أحد قط الا الابن الوحيد )
________________________



عزيزي الفاضل لم اقل ولم يقل الكتاب " إلا الابن " بل " الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر " (عب1 :2).

وتقول :

_____________________

و العدد من عبرانين يتحدث عن كلام الله مع البشر فيبين:
ان الله كلم:
1) الاباء قديما بانواع و طرق كثيرة.
2) كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه.
و الطريقة (2) تحتاج الى توضيح فالنص الانجليزي يقول:
2 Hath in these last days spoken unto us by his Son, whom he hath appointed heir of all things, by whom also he made the worlds;

و التي تعني ببساطة ( عن طريق ابنه) و لايخفى انه لا يوجد في العربية التعبير ( في ابنه) و لا في اي لغة اخرى,
فالكلام لا يكون في شخص او شئ و انما عن طريق شخص او شئ.
مثل الكلام بالهاتف او بالميكرفون و بالرموز . فيكون الكلام بابنه, و ليس في ابنه.
____________________________


عزيزي لا توجد مشكلة هنا فابنه هنا والذي كلمنا فيه أو به أو من خلاله هو بهاء مجده ورسم جوهره، النور الصادر منه وصورة جوهره ، المعبر عن ذات الله لأنه منه .
ولكن ليس كالكلام بالهاتف أو غيره إنما هو تجلي الله ، الله معلناً ، الله الظاهر في الجسد " ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملؤ نعمة وحقا ".

__________________________

وتقول :

لا يعتبر تجسد الاله وحيا باي حال من الاحوال , فالوحي هو ايحاء بكلام من شخص الى اخر. فالتجسد هو تجسد و حسب . فما هو المنطق الذي يقول بان ايحاء الكلام يمكن ان يتم عن طريق تجسد المتكلم؟
__________________________

الوحي في المسيحية ليس إيحاء فكلمة إيحاء لها معان كثيرة قد تفقدها جوهرها في حال الكلام عن كلام الله ، ولا توجد كلمة وحي في الكتاب المقدس بنفس نصها ومعناها في اللغة العربية بل يستخدم العهد القديم تعبيرات مثل " كلمة الله " و " قال الله " و" كلمة الرب التي صارت إلى 00 " فلان النبي ، " كلمة الرب بيد 00 " فلان النبي ، وقول إلهي والتي ترجم بعضها في العربية " وحي " ولكن ليس بنفس معناها الواسع في اللغة العربية ، بل فقط ككلمة الله أو كلام الله .

أما في العهد الجديد فقد استخدم تعبير " ثيؤبنوستوس - theopneustos " اليوناني وهو حرفياً " نفس الله " ويترجم بدقة " ما تنفس به الله "، ويعني " كلام الله الخارج من فمه " وبالتالي فكلمة وحي هنا قاصرة فقط على كلام الله ولا يفهم منه أي شيء آخر غير ذلك .
___________________


وتقول :
لا اصل لهذا التعبير ( الوحي المتجسد) لا في العهد القديم و لا العهد الجديد.
بل كل الاقتباسات منهما تفيد ان الله يتكلم مع البشر , سابقا تكلم للاباء بطرق كثيرة و تكلم لاحقا عن طريق المسيح. و لا وجود لذكر التجسد في الاقتباس من عبر1: 2

_______________________

عزيزي الفاضل ؛ المسيح هو كلمة الله الذاتي وكلامه هو كلام الله ، وقد تكلم وهو في الجسد ، متجسداً ، وكلامه هو كلام الكلمة المتجسد ، الذي هو بها مجد الله ورسم جوهره ، وبالتالي فنحن نؤمن بوحي الكلمة المتجسد ، كلمة الله الذي ظهر في الجسد .



أما الآيات التي يبدو فيها التمييز بين كلام الله وكلام المسيح فهذا راجع لطبيعة التجسد ، فالله غير محدود وكلمته ، الابن ، من ذاته وفي ذاته بدون انفصال ، ولكن الابن ، كلمة تجسد وظهر في الجسد ، وفي الجسد ، وبحسب الطبيعة الإنسانية كان يتكلم مع الجموع والتلاميذ لأنه لم يكشف لهم عن حقيقة جوهره الإلهي مباشرة وخاصة قبل صعوده وحلول الروح القدس ، ومن هذا المنطلق كان يتعامل معهم ويتعاملون معه .
وبعد صعوده وحلول الروح القدس تكشفت لهم حقائق اللاهوت والتجسد ومن ثم كانوا يتعاملون معه ككلمة الله ، ابن الله ، الرب يسوع المسيح ، كلمة الله الذي هو صورة الله المساوي للآب ، بهاء مجد الله وصورة جوهره والذي خلق به العالمين ، بل وهو الذي الكل به وله قد خلق .
وظل التمييز بين الآب والابن الكلمة من هذا المنطلق الكتابي .

تحياتي لشخصك

وسعة أفقك

وروحك السمحة

الراعي / عمانوئيل