بجد

مصدوم

من كل هذا الهجوم من الزملاء

بعضهم يذكر لي قصص لا أدري عنها شيئاً و تصفية حسابات و يحصر المسألة في تجربته الشخصية مع الإدارة

و آخر كتروتسكي (و هو الصديق رغم كل اختلافاتنا) يتهمني بأن كلامي مجاني و يسألني سبب تهجمي على الإشراف .


يبدو أنه مكتوب عليّ أن يفهمني البعض بالشقلوب ، و تروتسكي دائماً و أبداً بالشقلوب .

سأبدأ من تروتسكي .

يسألني سبب تهجمي على الإدارة ، أو إن كان قد تم حذف أو تحرير شيء لي .

لا حول و لا قوة إلا بالله .

الآن كل شيء يفسر ضمن الدائرة الشخصية الضيقة و النظرة الضيقة ، و لكن لا بد من الرد لأن هناك من يقرأ و من قد يتأثر بالأساليب الخطابية التحريضية التي يتقنها البعض أيما إتقان .

أولاً لو نظرنا إلى الموضوع على صعيد تجربتي الشخصية مع الإدارة ، فأنا أعتقد أن علاقتي معها ممتازة جداً ، فلم يسبق أن حُذِف لي شيء و لا أُغلق لي موضوعاً ، ليس لأن طارق القداح صديقي ، بل لأنني التزمت قدر الإمكان بوثيقة النادي .

بل إن بعضهم وصفني بأنني من الشلة .

يعني بمعنى آخر ، لو أردت المسألة على الصعيد الشخصي فلا يوجد هناك ما يدعوني للتصادم مع الإدارة ، بالعكس ، كثير منها هم اصدقاء لي .

و لكن

الذي لم تراه و أخشى أنك لن تراه ، هو دافعي لحل مشكلة "أن الإدارة متآمرة متهمة في نزاهتها" ، و لا تتخيل يا تروتسكي مدى إيماني بنزاهة و صفاء نية الإدارة و مشرفيها ، و أنهم يقومون بما يرون أنه مصلحة للنادي ، و قد يجتهدون أحياناً في قرارات تكون متسرعة أو غير مدروسة ، و لكن هذا لا يجعلهم متهمين مجروحين في نظري أبداً ، و هم يعرفون ذلك .


و كما قلت لزميل سابق ، ربما إيبلا ، قلت له هل وجدت لي شكوى من الإدارة ذات يوم أو تبرماً في ساحة الشكاوي ؟؟؟


لذلك ، فإن ما قمت به حين اقترحت هذا البرلمان أو مجلس الشعب او أيّاً كان ، فالهدف منه هو تبرئة ساحة الإدارة من التحيز مع فلان ضد فلان ، ليس حباً في أفرادها ، بل حباً في هذا النادي الذي قضيت فيه معظم سنيني النتية ، فنزاهة الإدارة تدعوني للفخر ، و تحيزها يدعوني للهزيمة .


لم أتهم الإدارة يا تروتسكي ، و ما قلته عني أعتبره تجنٍّ كبير أطالبك بالاعتذار عنه ، فسوء فهمك لا يمكن السكوت عليه هنا ، لأنه يشوّه صورتي و نواياي لهذا النادي الذي أعتبره بيتي الأول و الأخير في هذا العالم الافتراضي .


لم أتهم الإدارة ، لغاية اليوم ، لأني مؤمن بصدق نواياها .

و لكن هناك من اتهمها يا عزيزي ، و هم أعضاء كثيرون في هذا النادي و ساهموا بطريقة أو بأخرى في إثراء هذا النادي ، فلهم الحق كل الحق في فهم آلية عمل الإشراف و اتخاذ القرارات الإدارية .

كثيراً ما يتدخل المشرف بحذف موضوع أو نقله أو شطبه ، أو منع عضو فترة قصيرة أم طويلة ، و يعود الشخص ليشكو ما رآه ظلماً ، فينال منع آخر ، و هكذا تزداد الفجوة بين الإدارة و الأعضاء المخالفين ، فيزداد كل طرف تطرف في ردة فعله .

أنا دعوت إلى إنشاء البرلمان كي نحل هذا الخلاف من جذوره بين الأعضاء و الإدارة ، هذا الخلاف الذي لا ينتهي بين اتهام الإدارة عالطالعة و النازلة بالتحيز ، و إصرار الإدارة على عدم التحيز .

و كما قلت لإيبلا أقول لك ، أنا و أنت نعلم أن الإدارة صافية النوايا ، لكن الكثيرين هنا لا يعلمون هذا الأمر ، و لديهم مواقف يمكن تفسيرها على سوء النية لا حسنها ، و هم يملكون الحق مثلي و مثلك تماماً لأن يطلعوا على أداء الإدارة ، و يطمئنوا إلى أن القرارات تتم ضمن آلية محددة بنظام و وثيقة ليس لها علاقة بأي فكر أو أيدلوجيا حين تمارَس .


هذا يكفي للرد على تروتسكي الذي لا أعرف كيف يقرأ مداخلاتي ، و حقناً للأعصاب ، أرجو منك عزيزي تروتسكي أن تتجاوز عن مداخلاتي فلا تقرأها ، أو أن تقرأها بشيء من التأني و الابتعاد عن سوء الظن بي و بنواياي تجاه النادي .


نأتي الآن للزملاء الذين عارضوا فكرة المشاركة في الإشراف ، بل خاب ظن البعض كمحارب النور و صرح طنطاوي بصراحته التي لا ترحم عدم منطقية طلب إغلاق البرلمان .

أولاً اقول للجميع أنني قد أقترح شيء ثم أرى تعديلا للفكرة ، فهذا لا يعني أن أصبح أنا المسؤول عن هذا الاقتراح إذا تبيّن لي أنه بحاجة إلى تبديل و تغيير .

و ما اقترحته من أمر البرلمان هو في النهاية لا يغدو كونه "آلية" لإثبات نزاهة القرار الإداري الذي يتخذه مشرف ما ، و الآليات ليس كتب مقدسة ، يمكن تغيرها و تطويرها و الرجوع عنها و تبديلها ، فلا داعي لكل هذا الاتهام بالقتل و الصفع و إطلاق العنان لتصوير الختيار بأنه دمّر هذا الحلم الذي اقترحه يوماً ما .

يا جماعة

أنا لم أقترح البرلمان كغاية ، بل وسيلة ، و أنتم تجعلونه غاية و حلم !!!

أنا حين اقترحت البرلمان قلته بناءاً على الخلاف الأخير بين بسام خوري و الإدارة ، و طالبت بكشف ساحة الإشراف حتى يراها الجميع ، و هكذا تولدت الفكرة ، و هي ببساطة من أجل تحقيق مراقبة إدارية لعمل الإدارة .


و لكن التحوّل الأول و الفهم الخاطيء بدأ مع الزميلة الكريمة منى كريم ، و أنا أعذر حماستها ، فربما نحن نحب الشعارات و الأفكار المثالية ، ففاجأتنا بأول تكتل هو القائمة الحمراء ، و شعارات رنانة عجيبة ، و مع احترامي لها و لكل تلك الشعارات أقول أن هذا ليس برلماناً شعبياً حقيقياً و ليس مجلس طلبة في جامعة ، و أنا لا أقلل من أهمية طرح الشعارات و السعي نحو تحقيق الأفكار السامية ، لكني أؤكد على الفهم الخاطيء من قبل الزميلة و القائمة الحمراء لفكرة البرلمان ، و بعد ذلك بدأت التكتلات في الظهور .

ثم وضحت بموضوع سميته "تكتل الوثيقة" بأن الهدف من البرلمان هو عمل إداري بحت يكون المقابل الموضوعي لعمل الإدارة الإداري البحت ، و أن البرلمان يجب أن يكون نظيفاً من أي أيدلوجيا تحركه ، و هذا ما فهمه الزميلين الكريمين تروتسكي و منى كريم أنني أطلب برلمانا لا يحمل أفراده أي فكر أو ايدلوجيا .

و ربما معهم حق في سوء الفهم هذا إن قرأوا الموضوع على عجالة ، لأن الفرق بين برلمان له أيدلوجيا معينة و برلمان ليس له أيدلوجيا رغم ايدلوجية أعضاؤه هو فرق دقيق يحتاج إلى وقفة و لو قليل لفهمه ، و هو ما شرحته في أماكن أخرى في هذه الساحة .

المهم ، انطلقت التكتلات و الأحزاب ، و قلنا لا بأس ، تجربة جديدة ، و لكن الأمر تطور إلى تجربة خطيرة ، و هي أن جميع المهتمين بالبرلمان يرشحون أنفسهم ضمن تكتلات ، بل يبدو أن كل شخص يريد أن يصنع تكتلا لنفسه .

عندها بدأ يتضح حجم المشكلة التي ندخل فيها ، و هي أن الكل مرشح نفسه ، فأين الشعب ؟؟؟

تماماً كما كتبت الزميلة دينا تتساءل عن الشعب .

بل إننا نصنع التكتلات و نحن لا نعرف بعد كيف سيكون البرلمان و ما هي عدد المقاعد و هل هناك حصص لكل اتجاه أم لا .

لذلك وجدت أن الموضوع بدأ يأخذ حجماً أكبر من واقعه ، لذلك اقترحت آلية بديلة ، فأنا لم أتنازل عن الفكرة الأساسية و التي سأبقى أتمنى تحقيقها دائماً و أبداً ، و هي شفافية القرار الإداري ، و اقتناع الأعضاء بنزاهتها .

مرة أخرى أؤكد لكل من يتصيد الأخطاء أن هذا الكلام لا يعني أنني اتهم الادارة بالتحيز ، ماشي يا تروتسكي ؟؟؟


لذلك اقترحت ، و أصر علة كلمة اقترحت ، فأنا لا أملي على أحد رأياً ، أقترح ، و أجد من يؤيدني و أجد من يرفضني ، و هذا أمر مشروع للجميع ، فمن حقي الاقتراح ، و من حقكم الرفض ، فلا أدري لمَ كل هذه الحملة الشعواء عليّ .

على كل حال

اقترحت أن يكون هناك مجموعة من أعضاء النادي ، يتم اختيارهم بأي آلية ، انتخاب تزكية من الأعضاء ، المهم ، أن يكون هناك لجنة مراقبة من أعضاء معروفون بالنزاهة و الاتزان ، يكونون داخل لجنة الإشراف و يتابعون أعمالها ، دون الحاجة إلى تعقيد المسألة بصنع كيان كامل إسمه برلمان يحتاج إلى الكثير الكثير من التأسيس و التقنين و غير ذلك ، و الذي قد يأخذ الكثير من الوقت و يعقد المسألة ، و هل فعلاً عدد المهتمين يحتاج لهذا الكيان الآخر ؟؟؟


تلك كانت فكرتي


فأنا لم أتخلّ عن الفكرة الأساسية و هي الغاية (إظهار نزاهة القرار الإداري و موضوعيته) و لكني غيرت الآلية (الوسيلة) فاقترحت لجنة مراقبة داخل لجنة الإشراف . و شبهتهم بلجنة مراقبة انتخابات في بلد ما من أجل إثبات شفافية الحكم النهائي فيها .


يعني اعتبروها برلمان داخل الإشراف و انتهينا .

طبعاً أنا تعمدت هذه الصيغة العجيبة "برلمان داخل الإشراف" كي يأتينا أحدكم و يعترض و يقول لي في أي بلد تجد هذا البرلمان !!!

و هل نحن بلد يا إخوان !!!!

عندما بدأنا في الحديث عن البرلمان وجدنا أنفسنا نبحث في المعنى الحقيقي للبرلمان و ما له و ما عليه ، بل إن بعض الزملاء دخلوا في نقاش حول ديمقراطية سويسرا ولا انجلترا و نظمهم البرلمانية .



يا أعزائي هذا ما ضخّم الموضوع و أصبح من اللازم تحجيمه .


فنحن لسنا دولة و لسنا في حاجة لبناء مستشفيات و حل مشكلة البطالة و التنظير من أجل حقوق المرأة ، هذا كله كما قلت في موضوعي الأول "تكتل الوثيقة" مكانه ساحات النادي الأخرى ، و لكننا بحاجة إلى وجود طرف آخر يمثل الأعضاء يطلع على العمل الإشرافي و لا أقول يمارسه ، بل يراقبه ، لننتهي من قصة تحيز الإدارة و شلليتها و ما إلى ذلك .


كذلك في النهاية أقول للزميل حارس السراب

أنني أشكره لكل هذا العار الذي كللني به و كلل اقتراحي ، و لا أفهم و لا أدري حقيقة ما قصتك مع الإدارة ، و كان بإمكانك أن تفيدنا بتجربتك تلك معها ، بلغة عملية مفيدة بعيدة عن هذا الشحن العاطفي و التحريض ال-إسمح لي - مبتذل أنأى بك عن السقوط فيه .

ها هو النادي أمامك

تكلم

أنقد

كن عملياً و اكتب الحجة أمام الحجة .


لكن أن يتحول الموضوع إلى مذبحة عواطف يجاريك فيها بعض الزملاء - للأسف - فهو ما آلمني و فاجأني .


يا جماعة أجدني مضطراً لأن أقول لكل من يقرأ هذا الشريط

أن الختيار رغم كل هذا التشويه و الفهم الخاطيء الذي حصل من بعض الزملاء لا يسعى إلى تدمير النادي و لا يسعى إلى النيل منه و لا يتآمر عليه و لا يسعى إلى تحطيم المعنويات و لا يسعى إلى تدمير الديمقراطيات .


على كل حال


رمضان كريم