{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العيد في السجن
أحمد كامل غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 356
الانضمام: Aug 2002
مشاركة: #22
العيد في السجن
أية جائزة هذه زوجة دكتورة وبنت صبية جميلة


اسمه وليد فلسطيني أردني الموطن
كان فدائي من المقربين للقائد وديع حداد أيام عزه
في إحدى حوادث اختطاف الطائرات كان وليد قائد المجموعة التي اختطفت طائرة ركاب وهبط فيها في مطار دمشق للتزود بالوقود
لم تكن السلطات السورية معنية بالحادث لكن قائد القوى الجوية في تلك الفترة اللواء ناجي جميل أراد أن يقدم مجهودا مشكورا لجهة الطائرة المخطوفة فاستغل هبوط الطائرة في مطار دمشق ليفتح بابا للتفاوض مع الخاطفين
تطورت لغة التفاوض لتصير شتائم وسباب متبادلة بين قائد المجموعة واللواء
بالنتيجة تزودت الطائرة بالوقود وأقلعت من مطار دمشق بسلام
دارت الأيام ومات وديع حداد وتزوج وليد بفتاة فلسطينية كانت في الصف العاشر الثانوي
بعد عدة شهور من زواجه حصل وليد على جواز سفر أردني مزيف وعبر به الحدود السورية متوجها إلى دمشق مخيم اليرموك
في البيت الذي توجه إليه القي القبض على وليد وسيق إلى السجن ليقابله اللواء بصفعة على وجهه واستعراض للقوة أكد فيه صدق عدائه للرجل
أمضى وليد في الفرع عدة سنوات ومن ثم رحل إلى سجن تدمر في أواخر السبعينات
لم أعد اذكر تاريخ اعتقاله ولكنه ليس بأقرب من العام 1975
في العام 1989 التقيته في صيدنايا مُرحلا مع من تم ترحيلهم من سجن تدمر
لم يكن مكان وليد معروفا من قبل أهله بالتالي لم يكن متاح لهم أو له اللقاء أو معرفة الأحوال وما استجد ومن مات ومن ما زال على قيد الحياة
في العام 1990 كان وليد بين اللذين أذن لهم بالزيارة ولكن لا أحد كان بمقدوره إخبار أهله المقيمين في الأردن

في نهاية العام وحيث كثرت الزيارات وصل خبر وجود وليد في السجن في سوريا لأمه
وصلت أم وليد في اليوم التالي إلى بوابة السجن تطلب زيارته وفق التصريح الذي حصلت عليه
كانت مفاجئة لا تصدق أن يزاع اسم وليد ويطلب للزيارة
كأنها كانت زيارة للجناح بأكمله
الكل مسرور والكل يتراكض سائلا أين وليد .... زيارة لوليد .... أخيرا يا وليد
وليد لبس ثيابا للزيارة وهو طائر بين تداعيات الفرحة وتوقعات المفاجئة والشوق والخوف والسؤال البسيط
أهي زوجتى
لا.. لا
أي زوجة تحتمل كل هذا الغياب
أهي أمي
لا ... لا
لا يعقل وإن كانت لم تزل على قيد الحياة أن تستطيع السفر
أسئلة مربكة محرجة ليس لها سبيل إلا الإسراع بالنزول إلى الزيارة ومعرفة الحقيقة

بعد تدقيق أسمه ادخل وليد خلف شبك الزيارة تائه النظرات باحثا عن الزائر الضائع في زحمة الزوار
وليد يلمح وجه العجوز طاعنة العمر المتورد الباسم
يا إلهي إنها أمي ... حمدا فما زالت على قيد الحياة
أمي .. يصرخ وليد مسرعا باتجاه الحاجز ... كيف حالك يا أمي
تجمدت نظرات الأم وتاه لسانها عن الكلام
يكرر وليد صراخه ... أمي .. أمي
لكن عيناه لا تكذبان فهذه الغادة الواقفة بقرب أمه والدموع تغسل وجهها الرائع ... يا الله كم هي حلوة
حلوة نعم .. نعم نعم إنها حلوة .. يتلعثم صوت وليد مشيرا بيده إلى الصبية باستغراب ... وقد أثقل ذهنه التساؤل
من أنتِ ..
قالها متحديا عجز العاطفة عن اكتشاف الحبيب الغير موعود
من أنت ِ
انهارت ملامح البنت وهو تتفحص مواصفات أبيها الذي تراه يولد أمامها للمرة الأولى صارخة
أنا غادة يا أبي ... أنا غادة يا أبي
آه يا حماقة العاطفة هي ليست زوجتي
و تقول أبي ... أنا أبي .. وهي غادة
كيف ذلك يا أمي
الأم تلقي ساعدها على كنف الصبية الحلوة
وتنطق أولى كلماتها
إنها غادة يا وليد
هذه ابنتك غادة يا وليد
ابنتي .. ألذي بنت ...؟؟
وهي غادة
يا للجمال
ويا لتوحش الدهر
ابنتي غادة وهذا الحاجز اللعين يفصل بيني وبين روحي التي ولدت وكبرت بعيدا عني
غادة ابنتي ... غادة حبيبيتي ... صراخ وليد على وطغى على الموقف
الكل توقف يراقب هجوم وليد على الحاجز
بيديه ورأسه ورجليه وكل جسمه وليد أضحى ماردا يناطح حاجز الزيارة وهو يصرخ
أيها السجان .. يا أوباش .. أمي ... غادة ... ابنتي .. ابنتي ... أهكذا يقابل المرء روحه التي ولدت وترعرعت بعيدا عن الجسد

يستقيظ وليد في غرفة مدير السجن وقطرات الماء تسيل على دروب صدره لتبرد قلبه المُنتَهك

طويلا طويلا نامت غادة على صدر والدها الذي عرفته لأول مرة اليوم
وليد يحملق فيها
يقيسها
يتأكد من وجود يديها ورجليها
أصابعه تختبر حقيقة رقبتها وانهمار شعرها

وليد نسي كل شيء .. كل شيء
تسأله أمه عن حاله فيجيب ابنته

طالت الزيارة وعاد المزارون إلا وليد
وقت الزيارة كان عشرون دقيقة
وها قد مضى على نزول وليد ما يقارب الساعة ونصف الساعة

كلما سألنا مُزار عن رؤيته لوليد يجيب إجابة غير مُفْهمة
الكل أجمع على أن وليدا فقد أعصابه واخرج من قاعة الزيارة

ولكن طالت غيبة وليد أين وليد ...؟؟

يظهر وليد أخيرا أمام باب الجناح
قسمات وجه منهكة وعينان متعبتان
خطوات متثاقلة ويدين بالكاد تقويان على رد التهاني

دخل وليد المهجع والسجناء تجمعوا عليه
كثير الكلام صار مقترا وانهالت الأسئلة
كان جوابه على معظم الأسئلة جوابا واحدا أن لديه بنت
الكل ليس مهما فقط عنده بنت
أخيرا تذكر وليد أنه لم يعر أخبار زوجته العناية ولم يعْلق في ذاكرته غير كلمة مسافرة التي أخبرته إياها ابنته غادة

بعد أن صحا وليد من هول الزيارة صارت المهاجع تقيم العزائم على شرف وليد
مليون مرة أخبرنا وليد أنه اكتشف أن لديه بنت
وتساؤل حائر عن زوجته التي لم يستفهم حالها
هي مسافرة ولكن أهي ما زالت على العهد أم هجرت ..؟؟
هي مسافرة ولكن أين ..؟؟
كان حرج الموقف يدفعه للتساؤل ويمنعه من الإجابة
فقط هي مسافرة هذا كل ما سمعه من ابنته

أمضى وليد يومين يردد كلام ابنته ويقتصر
في اليوم الثالث نادى المنادي باسم وليد أن تجهز للزيارة

ليس من المعقول أن تكون ابنته عادت لزيارته
عادت الأسئلة هذه المرة تفتك بأعصاب وليد
في غرفة المدير نهضت عن مقعدها سيدة أنيقة رصينة
أقدم وليد مخاطبا زوجته باسمها
طويلا تعانق الزوجان
مدير السجن ترك غرفته للعاشقين المنتهكين شوقا
تفاجأت الزوجة بإخبار زوجها لها أن ابنته وأمه قد زارتاه من يومين
أخبرته أن ابنتها اتصلت بها منذ ثلاث إلى باريس تخبرها بوجود والدها في سوريا سجن صيدنايا
وأنها تركت درسها وجاءت مسرعة
وليد عرف الآن تفسيرا لكلمة مسافرة
ولكنه لم يعرف سبب السفر وماهية الدراسة
فبادرها بالسؤال
وما كنت تعملين في باريس
ابتسمت السيدة وأخبرته أنها كانت تقدم أطروحة الدكتوراه في اللغة الفرنسية في باريس



10-02-2004, 05:08 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 12-06-2002, 02:52 PM,
العيد في السجن - بواسطة almeedani - 12-06-2002, 07:26 PM,
العيد في السجن - بواسطة lolita - 12-06-2002, 07:48 PM,
العيد في السجن - بواسطة حسان المعري - 12-06-2002, 11:01 PM,
العيد في السجن - بواسطة Awarfie - 12-06-2002, 11:37 PM,
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 12-07-2002, 07:29 AM,
العيد في السجن - بواسطة حسان المعري - 12-07-2002, 08:14 AM,
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 12-07-2002, 12:30 PM,
العيد في السجن - بواسطة thunder75 - 12-07-2002, 02:11 PM,
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 12-10-2002, 12:59 AM,
العيد في السجن - بواسطة ابو علي جهاد - 12-10-2002, 03:27 AM,
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 12-11-2002, 12:38 PM,
العيد في السجن - بواسطة سوسن - 12-17-2002, 09:26 PM,
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 12-17-2002, 10:46 PM,
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 12-25-2002, 12:28 PM,
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 12-28-2002, 01:29 AM,
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 09-29-2004, 11:45 PM,
العيد في السجن - بواسطة بسام الخوري - 09-30-2004, 12:07 AM,
العيد في السجن - بواسطة بسام الخوري - 09-30-2004, 01:15 AM,
العيد في السجن - بواسطة تموز المديني - 09-30-2004, 01:29 AM,
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 10-02-2004, 12:17 AM,
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 10-02-2004, 05:08 PM
العيد في السجن - بواسطة أحمد كامل - 01-12-2006, 01:38 PM,
العيد في السجن - بواسطة Bilal Nabil - 01-12-2006, 02:57 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  عقوبه السجن وصمه عار فى جبين البشريه عاشق الكلمه 15 4,938 01-13-2011, 10:20 PM
آخر رد: بسام الخوري
  المقالة التي أوصلت بروفسور عارف دليلة الى بيت خالتو أي السجن..الاقتصاد السوري .. المشكلات والحلول بسام الخوري 15 7,009 11-30-2010, 01:24 AM
آخر رد: بسام الخوري
  و السجن بالسجن يذكر هاله 1 875 08-02-2010, 12:39 AM
آخر رد: علي هلال
  حوارات العيد في ذكرى إستشهاد القائد صدام حسين عزالدين بن حسين القوطالي 101 21,349 01-15-2008, 04:04 PM
آخر رد: ماجد الدومري
  ناشطات الإيرانيات في السجن.. Arabia Felix 1 772 05-16-2007, 11:45 PM
آخر رد: Arabia Felix

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS