محمد عليه الصلاة والسلام لم يكن يدعى في الأرض باسم أحمد ، والله تعالى يذكره في القرآن باسمه محمد ولم يأت في القرآن ذكر اسم أحمد إلا على لسان عيسى بن مريم عليه السلام .
فهل المسيح لم يوح إليه أن النبي الخاتم اسمه محمد؟
أم أنه يعلم الإسم ولكن الحكمة تقتضي ألا يذكر الاسم صراحة لأن التصريح بالأسماء يجعل النبوءة في محل شك حين تحقيقها؟
هب أنك رجل آتاك الله علما وحكمة فقررت أن تؤسس مدرسة لتعلم الناس مماعلمك الله وأوحي إليك في رؤيا أن في المستقبل سيتخرج من هذه المدرسة عالم تبلغ شهرته الآفاق اسمه (ميمون بن مبارك).
هل من الحكمة أن تعلن للناس عن الإسم صراحة أم تعلنه بطريقة حكيمة بحيث يظل إسمه غيباإلى أن تتحقق النبوءة فيتبين للناس الحكمة في طريقة وصف الإسم؟
إذا أنت ذكرت الإسم صراحة فهذا تصرف غير حكيم ، فأي طالب اسمه (ميمون بن مبارك) سيدعي عند تخرجه أنه هو ذلك الشخص المنبأ به،
وكثير من الناس الذين على علم بالإسم الوارد في النبوءة سيشكون في الأمر وسيتهمون صاحب الدعوى أنه ادعى ذلك كذبا لعلمه بتطابق اسمه مع الإسم الوارد في النبوءة.
أما إذا قلت إنه رجل يوصف باليمن والبركة كناية عن ( ميمون مبارك) فإن العقلاء سيعلمون أنه الحق.
كذلك أنبياء بني إسرائيل لم يصرحوا بأسماء الأنبياء الذين يأتون من بعدهم وإنما كانوا يصرحون بالأسماء بطرق حكيمة بحيث تظل غيبا
إلى حين تحقيقها.
ماذا عن بشارة المسيح بالنبي الخاتم؟
بما أن النبي الخاتم لن يكون من بني إسرائيل فإن احتمال قيام أحد من اليهود بالإدعاء كذبا أنه هو ذلك النبي غير وارد فلن يصدقه أحد، إذن فالتصريح بالإسم لن يسبب أي شك ولا أية فتنة، ومع ذلك في التصريح بالإسم لا يكون حرفيا كما هو وإنمايصرح بوصف الإسم
بطريقة أكثر وضوحا بحيث يكون الوصف (نتيجة) للإسم.
وبما أن النبي الخاتم سيكون اسمه (محمد) فإن الله هو الذي حمده (بتشديد الميم) ، ومن حمده الله فإن يكون (أحمد) الناس. إذن فنتيجة (حمده الله )هو أنه صار (أحمد) الناس، من فضله الله (بتشديد الضاد) فنتيجة ذلك يصبح (أفضل) الناس.
إذن فمن الحكمة أن يذكر المسيح الوصف والنتيجة (أحمد) لمن حمده الله (محمد) .
لو عرضت بشارة المسيح على الحكماء قبل مجيء النبي الخاتم لعرفوا
أن اسمه سيكون (محمد).