اهلا سارى
موضوع جميل و لذيذ فعلا
و انا معك فى انتظار اجابات الأخوة ..ما هو الدليل ان القرآن من عند الله ؟

و لتسمح لى ان اجيب فى حدود علمى المتواضع و من منطلق تجربتى الشخصية

اولا اشير الى نقطتين ذكرهما القرآن ليدل انه من عند الله

الاولى و الاشهر و هى عجز الانس و الجن ان يأتوا بسورة من مثله و هو امر حاوله الكثير من الناس منهم من هو فى مكانة المعرى و فشل..حتى ان احدهم قال للمعرى بعدما قرأ عليه مؤلفه : ماله يفتقد الطلاوه فلم يجد المعرى ما يرد به سوى ان قال اقرأوه ثلاثمائة سنة فى المحاريب و ستجد له بعدها طلاوة القرآن
و فات المعرى ان العرب وجدوا طلاوة القرآن بمجرد سماعه من رسول الله بدون انتظار مئات السنين

و الحقيقة ان البعض قد ادعى انه نجح فى الاتيان بمثل القرآن و نشر فرقانه الخاص و لكن رغم انه حذا حذو القرآن فى الاسلوب فكانت سورة الركيكه ابلغ دليل ان القرآن لا مثيل له

الثانى : ان الله ذكر ان لو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
و لا يوجد تناقض او اختلاف فى القرآن بل تكامل و تناغم جميل لكتاب كانت اياته تترى طوال 23 سنة فكانت اول اية فى جمال و قوة اخر اية

و هناك شىء اخر ..فالقرآن اخبر بأمور غيبية ستحدث مستقبلا فمنها ما تحقق فى حياة الرسول و منها ما تحقق بعد وفاته صلى الله عليه و سلم و منها ما نحن فى انتظار تحقيقه
مثلا
اخبر القرآن ان الروم سيهزمون الفرس فى موقعة قريبة و تحقق هذا و أغاظ به المسلمون كفار مكة (سورة الروم)
أخبر الله رسوله ان المسلمين سيدخلون مكة فاتحين عن قريب و قد كان (سورة الفتح)
اخبر القرآن ان ابو لهب و زوجته سيدخلان النار و قد ماتا كافرين و لو اسلما لهدما الاسلام من اساسه (سورة المسد)

بعد موت رسول الله تحققت امور ذكرها القرآن و لم تكن معروفه فى عهد رسول الله
أخبر مثلا ان الانس و الجن يمكن ان ينفذوا فى اقطار السماوات و الارض بسلطان ما وقد تم بعد ذلك استكشاف الفضاء (سورة الرحمن)
أخبر ان هناك لؤلؤا يخرج من الما ء العذب كما يخرج من الماء المالح و حار المفسرون على مر العصور لا يجدون مخرجا لهذه الآية فهم على ما يعرفون لا يخرج اللؤلؤ الا من الماء المالح فأخذوا يضعون تفسيرات خرافية لهذه الاياتو تمر القرون و تكتشف امريكا و يجد غزاة العالم الجديد ان لدى الهنود الحمر لؤلؤا مستخرجا من انهار عذبة و بعدها بقرون اخرى يزرع الصينيون الؤلؤ فى الانهار العذبه

و نحن الان فى انتظار نبوءات ذكرت فى القرآن و لا نعرف كيف و متى ستتحقق منها
خروج دابة من الارض تكلم الناس
سحابة عظيمة تغشى العالم بعدما يظن الناس انهم بلغوا منتهى العلم (سورة الدخان)
دحر اليهود بعد ان قامت دولتهم و تجمعهم من كل اماكن العالم (سورة الاسراء)

ثم انظر اخى الكريم الى جمال و روعة اللفظ القرآنى حتى انك لا تستطيع ان تغير لفظا منه و الا لاختل كل شىء..سأعطيك عدة امثلة

المثال الاول
و لا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم و اياهم
و مرة ثانية تقول اية اخرى
و لا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم و اياكم
ما الفرق بين الاولى و الثانية
بلاغه و جمال بلا حدود
الموضوع ليس مجرد رص كلام و بلاغه فارغه بل ميزان دقيق

المثال الثانى:
اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله -و الله يعلم انك لرسوله - و الله يشهد ان المنافقين لكاذبون
تخيل لو كانت الاية خلت من الجملة الاعتراضية -و الله يعلم انك لرسوله- كيف كان المعنى سيتغير

المثال الثالث
و الضحى
ما ودعك ربك و ما قلى
لماذا لم يقل الله سبحانه و تعالى ما ودعك ربك و ما قلاك فهو يكلم الرسول و استعمل الكاف فى فعل ودع و كان الاولى ان يستعمله مع الفعل قلى
هل الموضوع فقط كى ينتظم السجع

و على نفس الطريقه عندما يكلم جل و على رسوله الكريم بعدها باكثر من ثنتا عشرة سنة فى المدينه و ينهاه عن الاستغفار للمنافقينلأنه لا فائة من ذلك فالله لن يغفر لهم فيقول له : سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم
المفروض ان الله يكلم الرسول فيقول له سواء عليك استغفرت ام لم تستغفر فلن اغفر و لكنه يستعمل كلمة عليهم بدلا من عليك لماذا هل للسجع ام لمعنى أخر

سبب اخر يا عزيزي سارى الروح يجعلنى اصدق ان القرآن من عند الله ..نقاوة عقيدته و تمجيده لله تبارك و تعالى ..فنعبد الها واحدا لا شريك له و لا مثيل له ليس له كفوا احد
نعبد الها قادرا اذا اراد شيئا قال له كن فيكون و لا معقب على امره
نعبد الها حكيما لا يضل و لا ينسى
الاها لا تدركه الابصار
نعبد الاها رحيما حنانا ودودا غفورا حنانا منانا سبحانه و تعالى عما يشركون
نعبد الاها عادلا لا يعذب الابن بجريمة ابيه و لا الاخ بجريرة اخيه فيقول : و لا تزر وازرة وزر اخرى
هذه الصورة الجميلة الرائعة لله سبحانه و تعالى لم اجدها فى اى مكان اخر بل وجدت عقائد غامضه ضبابية تحتاج للتأويل فى كل لفظ بل و فى كل حرف و نصوص هلامية زئبقيه لا تستطيع ان تثبت امام النقد الموضوعى

عزيزى سارى ..لست ازعم ان فيما قلت لك الدليل القاطع لنسب القرآن لله و لكن فيه ما جعلنى انا كاتز أؤمن بان القرآن كلام الله
تحياتى للجميع