جنبلاط يخرق على ايقاع توتره مع عون ثوابت 14 آذار‏
زعيم المختارة يصعّد سياسياً ليقطع على الجنرال الوصول الى بعبدا؟










اسعد بشارة


من جديد يتصاعد السجال الجنبلاط العوني. وهذا السجال بات يتخطى كل الاطر المضبوطة حتى ‏تلك التي كانت تملي بعد 14 آذار عدم التذكير بالحقبة السورية كما فعل النائب جنبلاط في ‏بيان الحزب التقدمي الاشتراكي حيث وجه التحية الى جنود الجيش العربي السوري الذين ازالوا ‏التمرد في 13 ت1 1990.‏
وتقرأ اوساط سياسية هذا التوتر العوني الجنبلاطي من زوايا عدة يمكن ان تساعد في فهم ‏خلفيات هذا التراشق الاعلامي واسبابه وابرزها:‏
‏1 - ان النائب جنبلاط دخل في اشتباك مع العماد عون منذ ما قبل الانتخابات النيابية ولم ‏تنجح محاولات الحوار بين الطرفين لا سيما تلك التي قام بها في البداية عميد الكتلة الوطنية ‏كارلوس اده وزيارة مع وائل ابو فاعور لباريس كذلك لم تمنع الزيارة القصيرة التي قام بها ‏جنبلاط لعون في وقف مسلسل التصاعد في التوتر لأن جنبلاط اعتبر يومها ان الحوار مع عون لا ‏يمكن ان ينطلق في ظل اتفاقه مع فريق الرئيس لحود لعودته الى لبنان. اما بعد العودة فإن ‏العلاقة وصلت الى ادنى مستوياتها وخصوصا بعد الانتخابات النيابية الاخيرة التي ادت الى فوز ‏جنبلاط في جبل لبنان الجنوبي وعون في جبل لبنان الشمالي، لكن مع بروز عون كناخب اساسي في ‏مناطق جنبلاط. ويمكن القول ان هذا الصراع مستمر الى امد غير منظور خصوصا في مرحلة ما قبل ‏البحث في انتخابات الرئاسة.‏
‏2 - ان رئاسة الجمهورية تشكل مرآة حقيقية لهذا الصراع، فالنائب جنبلاط لا يتصور امكان ‏ان يتعرض لمحنة جديدة في التعامل الواقعي مع عسكري آخر يمكن ان يشغل قصر بعبدا. ولهذا ‏فإنه يصوب وقائيا على عون لمنعه من الوصول الى الرئاسة وهذا التصويب يرفع حرارة ‏التوتر الى اقصى درجة لايصال رسائل الى الداخل والخارج مفادها ان دخول عون الى قصر بعبدا ‏سيكون على وقع حرب سياسية تعيد فرز المواقع وتغير في التحالفات وفي المعلومات ان النائب ‏جنبلاط اوصل رسالة حازمة الى النائب سعد الحريري مفادها انه لن يقبل وبأي حال من ‏الاحوال بوصول عون الى بعبدا وان هذا الامر سيعتبر مقياسا للعلاقة مع تيار المستقبل وهذا ‏موقف نهائي لا عودة عنه.‏
‏3 - ان النائب جنبلاط يحاول منذ فترة ايصال رسائل الى السوريين مفادها انه يرغب في ‏المهادنة معهم وهذه الرسائل باتت واضحة وهي تتركز حول تمسكه بورقة المقاومة ودفاعه عن ‏السلاح الفلسطيني في المخيمات بالاضافة الى كلامه المستمر حول ضرورة بقاء العلاقة الودية، ولا ‏يبتعد كلامه عن 13 ت1 وشكره للجندي السوري عن خطاب السيد حسن نصر الله في 8 آذار الذي ‏وجه شكرا لسوريا في وقت كانت المعارضة تتهم الجهاز الامني اللبناني - السوري باغتيال ‏الرئيس رفيق الحريري وهذان الموقفان متشابهان، مع فرق واحد، وهو ان النائب جنبلاط يغمض ‏عينيه عن مرحلة ما قبل العام 2004 ويسميها تحالفا مع سوريا في حين ان الامين العام لحزب ‏الله هو حليف استراتيجي طويل الامد لسوريا، والواضح ان جنبلاط يريد من خلال هذه الرسائل ‏الى سوريا جس النبض للقيام بتطبيع معين، لكن يبدو ان في سوريا من يعتقد ان الاحداث تخطت ‏هذه المناورة.‏