تحياتي يا جماعة :cool:

كنت أريد أن أشارك منذ البداية لكن يبدو أن عدم حماسة طارق و غرامشي غير مشجعة!!!!

عموما سأكتب و أمري على الله :)

الآن كل ما أكتب هو ما أراه أنا شخصيا و لا أعممه عليكم، بل هو رأي خاص لا أكثر:
لماذا سمي الأدب أدبا يا ترى؟
عندما أتأمل تلك الكلمة أحس أنها تعني الالتزام بمعايير خلقية معينة و محددة لكنها غير ثابتة و تتنوع بتنوع الموضوع و اختلافه، و هذه الأخلاق تستعمل للتعبير عن رأي أو توجه، لفتح المجال أمام الخيال، و إلى آخره مما يستعمل الأدب بشكل عام لعرضه.

الآن الأدب الساخر ماذا يعني؟
برأيي الخاص طبعا: هو عرض مظهر عام متفق على خطئه أو عدم كماله بشكل فكاهي يبعث على الابتسام.

الآن نسبته إلى الأدب تعني التزامه بمعايير أخلاقية معينة، و أهمها في رأيي الابتعاد عن مواضيع ساخنة كالأديان للأسباب التالية:
1) الدين يعتبر من المسلمات عند صاحبه، هو قابل للنقاش لكن في حدود الآداب التي يفرضها عليه ذلك الدين.

2) هناك نقاط في الدين تعتبر من القداسة و الأهمية بمحل لا يمكن لأحد التعرض لها دون التعرض لمشاعر الدينيين، و دون المساس بما يعتبره الدينيون شرفا و عرضا. فلو حصل التعرض لهذه النقاط صار التعرض للعرض حاصلا لا محالة و لا سكوت عنه.

3) الديني بشكل عام يعتبر ما جاء من كلام على لسان الخالق أو النبي كلاما متزنا صحيحا لا بطلان فيه.

الآن لنأتي إلى السخرية من الأديان:
يتبع الساخر من الدين أساليب عدة لعرض سخريته، أهمها التعرض لمسلمات ذلك الدين بطريقة ساخرة، و التعرض للنقاط الساخنة كالأحاديث و الكتب الدينية المقدسة و يقوم على عرض محتوياتها و مكوناتها عرضا هزليا غير منطقي إلا من وجهة نظره/ها.

و السخرية هي عبارة عن عرض وجهة نظر خاصة بطريقة فكاهية، و لا ينتظر صاحب الفكرة أي نقاش حول فكرته بل ينتظر الضحكات و الابتسامات لا أكثر.

إذن هل نعتبر السخرية من الدين نوعا من أنواع الأدب؟ أنا عن نفسي أقول كلا و لا أعتبر السخرية ككل نوعا من أنواع الأدب بشكل عام.

أسميها فنا، هو فن التبسيط و التهوين في الواقع أو الأفكار لدرجة قد تنسي المتابع هول الواقع أو فداحة الفكرة لحد ما. لكن هل تعرض الواقع عرضا منطقيا قابلا للنقاش؟....

مثلا، عندنا في الأردن نطلق النكات على أهل مدينة اسمها "الطفيلة" و كل النكات تتحدث عن غباءهم و قلة عقلهم. عند النظر إلى الواقع تجد أن "الطفايلة" مثلنا مثلهم، بل إن منهم أطباء و أناس مشهورون جدا و يعتد بهم في الأردن ... بالتالي فن السخرية الذي اعتمدناه لم يؤدي أي وظيفة سوى إضحاك شريحة معينة من المجتمع، لكن هل تظن أن أهل تلك المدينة يستمتعون بالنكات التي تصفهم بالغباء؟

عذرا للإطالة و الأفكار غير المنظمة...

تحياتي الوردية (f)