من البداية، ومنذ أن عرضت الفكرة هنا وانا اراها لعبة لا أكثر،لعبة خرجت لنا بتجمعات غريبة وطريفة، قائمة حمراء، تجمع ديمقراطي اشتراكي، حركات نسوية، تجمع ساخر، تجمع الأحرار، تجمع المصريين .. لعبة أخرجت لنا أيضا مراسلين صحفيين، ومحللين سياسيين، وجماعات إرهابية .. بدا لي وكأن الكل يريد أن يعيش الدور الذي اختاره في هذه اللعبة .. كنت أنظر لهذا كله وأضحك وأقول سنلعب ونتشاكس وفي الأخير ستسدل الادارة الستار على المسرحية وتقول لنا، شفتم، ليس بالامكان احسن مما كان، ولو ترك الامر لكم لما فعلتم شيئا افضل .. انتم حتى لاتتفقون على رأي ..

هذه هي الصيغة التي كنت اتوقعها من البداية، ولربما كان من احد الاسباب التي دفعتني لذلك هو اعتقادي ان الشيء الجديد لا يدوم طويلا في نادي الفكر، الحوارات الثنائية مشروع تقدم به العاقل وكان طرفا فيه في المرات الثلاث التي نفذت، لم تتطور الفكرة الى حوارات ثنائية بحق، الاذاعة فيما يبدو ماتت هي الأخرى، العديد من الساحات عملت ثم اهملت، ساحات أخرى تكون مخصصة لمناسبات معينة لكنها تلبث طويلا طويلا ويبدو الامر وكأنهم لا يعرفون اين يضعون تلك الساحة بعد الانتهاء منها ..

هذا الوضع يجعلني اتساءل ايضا، ما هي القيمة المميزة في نادي الفكر والتي تجعلني احاول ان احقق احلامي من خلاله، لا انكر انني اكتسبت اصدقاء عديدين اعتز كثيرا مبعرفتهم من خلال النادي، لكن على الصعيد العملي فالنادي لا يقدم اي حافز لشيء جديد .. النادي تقريبا وصل لمرحلة من الجمود والرتابة بحيث لم يعد فيه جديد الا ما يطرأ من مناسبات اجتماعية .. اين الثقافة والفكر والادب في هذا كله؟

المفترض ان يكون البرلمان (او اي تسمية اخرى) هو ما يكسر هذا الجمود، انه ليس ندا للادارة بحيث ينافسها في سلطاتها، ولا هو مجرد لجنة متابعة تترصد للمراقبين، بل هو وسيلة لتفعيل النادي وكسر الجمود الذي احاط به ..

تحياتي ...