الكلام الذي تقوله فيه قدر كبير من المنطق ولكن فيه قدر أكبر من التشاؤم والتعميم وسوء الظن بشكل غير مبرر مطلقا .

أتذكر في مقابلة تلفزيونية مع حسن نصر الله أنه سئل " هل أنتم – أي حزب الله- تصفون أنفسكم بأنكم مسلمون شيعة ؟ " قال :" نحن مسلمون شيعة لبنانيون" .

السياسي العربي كاذب سيء عموما ، وهو لا يجيد أن يضرب المدنيين في العراق بينما يتكلم بأسى وحزن عن تعاطفه مع الشعب العراقي كما فعل جورج بوش مثلا ! ومن السهل أن تعرف الكثير عن شخصية ونوايا الحاكم أو السياسي العربي فقط من خلال مراقبته وهو يخطب ، أنا كنت أكره صدام حسين لأنني كنت أشاهد التلفزيون العراقي يظهر أغاني لأطفال ينشدون مع مدرسهم كم هم يحبون صدام، الأمر الذي أشعرني بالغثيان!

ربما كانت علاقة شاه ايران بأمريكا مثل علاقة صدام حسين، قرروا التخلص منه حين انتهى تاريخ صلاحيته، ويمكنني أن أصدق أن أمريكا تستطيع أن تستغل الغباء السياسي أو الخلافات المذهبية ولكنني لن أصدق أن الإيرانين قد يرغبون عمدا بالتعاون مع الأمريكان ضد العرب، ربما كان الأكراد يريدون إمبراطورية كردية في المنطقة ، وربما كان الايرانيون يريدون إمبراطورية فارسية، ولكن اسمح لي ، ليس الإيرانيين هم من يريد أن تكون اسرائيل حليفا استراتيجيا لهم لتحقيق هذا الهدف وإلا ما كان هذا القلق الغربي والصهيوني الشديد من المشروع النووي الإيراني .

على العرب أن يكونوا عقلاء، وأن يستفيدوا بحكمة من أي حليف استراتيجي قوي ضد من يحتل بلادهم ويدنس مقدساتهم ويسرق خيراتهم ويقف حجر عثرة في طريق تنمية بلدانهم ! إن تحسين علاقات إيران مع الدول العربية هو أمر طيب وأنت لست مضطرا للاختيار بين التسليم بشكل أعمى لزعامة إيران للعالم الإسلامي أو مناصبتهم العداء ، فتبق عيونك مفتوحة على أي نوايا سيئة محتملة من قبلهم كقوة خارجية في الجوار وتحسن علاقاتك بهم في نفس الوقت لأن هذه هي السياسة كلما كثرت الدول القوية كلما قلت مساويء سيطرة القطب الواحد الأمريكي على العالم .

ايران والشيعة ليسا عميلين لأمريكا واسرائيل ضد العالم العربي ولن يكونا، وكما قال فيصل القاسم أنه ربما يكون الشيعة في ايران يحقدون على السنة لأن صدام كان سنيا مع أنه كان عادلا في توزيع ظلمه على الجميع ولكن هذا الحقد لن يتجاوز رد فعل ساذج سوف يختفي مع مرور الأيام ، نحن لسنا بحاجة إلى التركيز عليه والخوض في صراعات أهلية طائفية واتهامات لا دليل عليها يمكن أن يستغلها الأعداء ضدنا .

حزب الله والحركات الإسلامية "السنية" الفلسطينية لها أكبر تأثير ضاغط على الحكومة الإسرائيلية ولولا ذلك لما كان كل هذا التركيز الإسرائيلي على حل المشكلة الأمنية بضغوط سياسية ومحاولة شق صف الفلسطينيين كي يقاتلوا بعضهم بعضا وأن تحمي الحكومة الفلسطينية بنفسها أمن إسرائيل مقابل السلام !! ليس هناك جيش خرافي لا يهزم ولك عبرة في فيتنام أو جنوب أفريقيا أو أي مثال تريده .

قبل قليل كنت تتكلم عن ايران التي تحاول زعامة العالم الإسلامي بمذهبها الشيعي، الآن أنت تتكلم عن أطماع ايران ليس الشيعية المتدينة بل الفارسية القومية ، لا أدري من أين أتيت بحكاية أن الجعفرية ليس لها تاريخ تتحسر عليه هذه ، لقد كانت الدولة الفاطمية في مصر دولة شيعية، إلا إذا كنت تريد أن تعتبر شيعة ايران لا شأن لهم بفاطميي مصر الذين بنوا الأزهر، وتريد أن تشرذم الشيعة أنفسهم وتقسمهم إلى طوائف كما تركز على الإختلاف المذهبي وتنسب كل خلاف أو مشكلة سياسية إليه فالعراق اليوم أمريكا هي من تحاول نشر الطائفية فيه، والكويتيون السنة لم يكونوا أقل سعادة من العراقيين الشيعة بإسقاط نظام صدام .