الوحدة والاندماج يؤديان دائما إلى ظهور تغيير في عقائد الناس، حتى اليهودية والمسيحية القديمتين حين فرضتا على المجتمعات الوثنية ما قبل التاريخية أدى ذلك إلى تغيير الديانات السماوية كي تناسب ثقافة المجتمع الوثني، والأكاديميين الغربيين يرون أن المسيح لم يدع الألوهية ولكن كان لابد من إضفاء صفة الألوهية عليه في وقت لاحق كجزء من دمج العقيدة المسيحية الجديدة في المجتمع الروماني بواسطة إدخال رموز وثنية في الدين الجديد، صورة إيزيس ترضع صغيرها حورس تحولت إلى صورة مريم ترضع صغيرها عيسى، نفس الصورة فقط الأسماء تغيرت ، الإسلام دخل الهند فأصبح هناك دين جديد هو السيخ الذي يجمع بين أحكام بعضها من الإسلام وبعضها من الهندوزية ، وبصفتي امرأة علمانية لا يهمني أي خطر قد يواجه عقيدة الشيعة أو عقيدة السنة عند محاولة دمج أو توحيد المجتمعات والدول التي تحوي أغلبية سنية وأقلية شيعية أو العكس، لأن انتمائي للمجتمع الإسلامي هو انتماء جغرافي وتاريخي وثقافي وليس عقيديا، وكإمرأة تضايقني مثلا انتقادات الشيعة للسيدة عائشة، اعادة الإعتبار للنساء في التاريخ الإسلامي تكون بخلق نقاط صدام على المسلّمات عند المذهبين واستغلالها، المثال الواضح هو خلاف السنة حول من هو أول من آمن بمحمد هل هو علي أم أبا بكر بحكم كون علي صبيا حين ذاك ، حيث تتدخل النساء بأن خديجة كانت أول من آمن برسالة محمد، وحين أرد على اتهامات المسيحيين المعادين للإسلام لمحمد أنه تزوج عائشة وهي بعد طفلة أذكرهم بأن عائشة كان امرأة قوية الشخصية حدثت الرجال وعلمتهم وقادتهم في الحروب، فلو أن زواجها المبكر كان أضر بها نفسيا لما نشأت تلك المرأة القوية، لم أقصد فقط الدفاع عن محمد ضد نقد غير موضوعي ومتعسف كما سيروق لهم أن يدعوا، بل اعادة الإعتبار إلى الشخصيات التاريخية وعدم تحويلها إلى أدوات . تحويل النساء إلى صاحبات أدوار تاريخية بدلا من مجرد رموز، وكذلك الرجال، عن طريق علمنة التاريخ الإسلامي، أتذكر رجلا في كان يصر على أن "قس بن ساعدة" كان جبيريل نفسه، ولو أن الرجل كان ملحدا لا يؤمن بالغيبيات لقال أن قران محمد تأثر بكلام وخطب قس بن ساعدة ، ولكن ايمانه دفع إلى ذلك الحل الوسط في تأويل ملاحظاته، أنا أيضا لاحظت وجه شبه بين شعر جليلة :"فإذا أنت تبينت الذي .. يوجب اللوم فلومي واعذلي" وبين الآية القرآنية "إذا أتاكم فاسق بنبأ فتبينوا" ولولا أن جليلة ماتت قبل محمد لقيل أن شعرها أتى تأثرا بالقران .