{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كنت اعبدها ...
طنطاوي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,711
الانضمام: Jun 2003
مشاركة: #9
كنت اعبدها ...
يخطر لك خاطر ، لماذا لا تذهب لها وتعرض عليها الموضوع كله ؟ لماذا لا تقول لها انك تعبدها وانك تصلي عند مرورها كل يوم ؟ ولكن يالها من فكرة سخيفة ، لايوجد شخص يستوقف شخصاً فجأة في الشارع ليعبر له عن مشاعره تجاهه ، ينبغي ان يكون هناك من وصلة منطقية تبرر حديثك لها. تفكر في مثل هذة الوصلة ولكنك لا تجد ، ما الشئ المشترك بين بائع البان وبين طالبة في كلية قمة؟ تسأل نفسك ولا تجد اجابة .

ثم تلمع في ذهنك فكرة ما : ماذا اذا ما اعتذرت لها عن اي مضايقة قد يسببها لها وقوفي منتظراً اياها، ومتابعاً لحركاتها ، كل يوم ؟ يبدو مبرراً معقولاً خصوصاً انه من شبه المؤكد انها لاحظت اهتمامي بها. تبدو فكرة عرجاء ، كسحاء ، ولكنها قابلة للتنفيذ علي اي حال. ولانفذنها غداً...

[CENTER]* * *[/CENTER] في السابعه صباحاً تدخل هي في المجال البصري الخاص بعينيك ، تلتفت لها ، وتعيد مراجعة الخطة مرة اخري " سادنو منها ، سأسلم باسلوب مهذب ، سأسلها في لطف ان كان اهتمامي بها يضايقها". خطة بسيطة ولكن القول سهل والفعل صعب كما يقولون. تشم رائحة الصباح المميزة التي يسببها ارتفاع نسبة الاوكسجين ممزوجة بابخرة حرق المخلفات ، يزداد نبض قلبك مؤازراً اياك في المعركة الوشيكة التي سوف تخضها الان، في حين تشتد عضلاتك انقباضاً وتبدأ في الارتعاش بترددات عالية ، وهي علامة علي التوتر ، تبذل جهداً للسيطرة علي نفسك وهذا يزيد من العبأ علي وعيك في هذه اللحظات العصيبة .

اخذت نفساً اخيراً مستعداً للمهمة ، ودنوت منها ، خطوة او اثنتين ووجدت نفسي وجهاً لوجه امامها ، حتي انها لاحظت هذا التصرف الغير معتاد وتوقفت عن المشي سائلة "اي خدمة؟".
نظرت اليها في عينيها ، هذه ثوانٍ تاريخية لن تمحي من ذاكرتك ابداً، فالذاكرة تحتفظ باكثر الاشياء التي حركت مشاعرك علي مدار حياتك ، لهذا تتذكر جيداً مشهد قدم مبتورة في حادث مروري ولا تتذكر علي الاطلاق وجه الكمساري الذي قطع لك التذكرة يومها ...

كانت عيناها عسليتان ، وقد تعجبت كثيراً من هذا فقد كنت طوال الوقت اعتبرهما سوداوتين : عبدتهما سوداوتين ، وخشعت لهما وهما سوداوتين ، فكيف بحق الشياطين تكونان عسليتين الان؟ ولماذا تحرّك يديها وهي تتكلم ؟ يبدو انها لم تستشر ربات الجمال اجمعهن قبل ان تأتِ بهذه الحركة.

انظر الي النمش في وجهها ، صحيح انها بيضاء ، ولكنه ابيضاض مساحيق التجميل ساعده شحوب الوجه ، وانظر الي طريقة وقفتها السوقية التي لا تميزها عن اي انثي اخري في السوق ، اما حمام الرذاذ الذي اعطتك اياه عندما فتحت فمها فهو دليل اخر علي كونها تختلف -ولو قليلاً - عن فينوس.

يبدو انني كنت كنت طوال هذا الوقت اعبد شيئاً غير موجود الا في خيالي فقط . شيئ لم اعرف عنه الا بالثوانِ التي كنت اراقبه فيها من بعد امتار ، وكم خالفت الحقيقة الصورة المتخيلة.

يالله ، كم تختلف الصورة التجريدية المتخيلة عن الحقيقة ! وكم يستطيع اللاوعي ، ذلك المارد الجبار ان يعبث بنا ، فلاوعي يستطيع ان يصل بمفهوم ما لدرجة الكمال، بجبره لعيوبه واخفائها ، واضافة تفاصيل اخري غير موجودة ، بل وتغيير مقاييس وعيك ذاته لمصلحة اكمال صورة ذاك الشئ.

ببساطة ، لاعلاقة اطلاقاً بين الربة التي كنت اعبدها ، وبين الانسانة التي امامي الان، فالربة كانت مفهوماً تجريدياً من لدن لاوعيك ، ولم يكشفها الا مغامرتك لاكتشاف الحقيقة!

-"اعذريني يا انسة، فقد ظننتك شخصاً اخر ، اسف جداً علي الازعاج".

تمت
11-03-2005, 01:14 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كنت اعبدها ... - بواسطة طنطاوي - 10-05-2005, 08:41 PM,
كنت اعبدها ... - بواسطة Valya - 10-05-2005, 09:01 PM,
كنت اعبدها ... - بواسطة محارب النور - 10-05-2005, 09:12 PM,
كنت اعبدها ... - بواسطة كمبيوترجي - 10-05-2005, 09:50 PM,
كنت اعبدها ... - بواسطة طنطاوي - 10-05-2005, 10:02 PM,
كنت اعبدها ... - بواسطة طنطاوي - 10-05-2005, 10:07 PM,
كنت اعبدها ... - بواسطة طنطاوي - 10-06-2005, 08:43 PM,
كنت اعبدها ... - بواسطة darwishy - 10-06-2005, 09:58 PM,
كنت اعبدها ... - بواسطة طنطاوي - 11-03-2005, 01:14 AM
كنت اعبدها ... - بواسطة طنطاوي - 11-03-2005, 01:18 AM,
كنت اعبدها ... - بواسطة Free Man - 01-02-2006, 04:53 AM,
كنت اعبدها ... - بواسطة ياريموثا - 01-02-2006, 07:49 PM,
كنت اعبدها ... - بواسطة خوليــــو - 01-04-2006, 02:55 AM,
كنت اعبدها ... - بواسطة عادل نايف البعيني - 01-08-2006, 10:46 PM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS