"و كان لمملكة بابل الفخر فى أن يعتلى عرشها نبوخذنصر ففى عام 587 ق. مقاد جيوشه بنفسه و عسكر فى ربله فى وادى العاصى و من هناك خرجت الحملات التى تمكنت من إخضاع المدن الفينيقية و بلاد اليهودية و خضعت صور حوالى عام 572 ق . م بعد سنوات طويلة من الحصار و كان اشعياء النبى قد تنبأ عن خرابها قبل نحو مئة عام قائلا " ...و يكون فى ذلك اليوم أن صور تنسى سبعين سنة كأيام ملك واحد " ( اش 23 ) و عن خرابها على يد نبوخذنصر و عما سوف يلحق بها من دمار قال حزقيال النبى : " ها أنذا أجلب على صور نبوخذنصر ملك بابل ...و يبنى عليك معاقل و يبنى عليك برا و يقيم عليك مترسة و يرفع عليك ترسا و يجعل مجانق على اسوارك ..." ( حز 26 : 7 - 14 ) و يتفق ذلك أيضا مع رواية المؤرخ يوسيفوس أن نبوخذنصر حاصر مدينة صور ثم دخلها بعد 13 عام ( راجع كتاب تاريخ سوريا و لبنان و فلسطين لفيليب حتى ص 457 - 458 ) و تمكن نبوخذنصر من إخضاع جوف سوريا و مؤاب و عمون وغيرهم كما انه هزم جيش نخو فرعون مصر عند قرقميش لتحالفه مع ملوك يهوذا ضده ثم تتبع البابليون فرعون مصر حتى عقر داره و فى ذلك قال حزقيال النبى " إن أبيد ثروة مصر بيد نبوخذنصر ملك بابل " ( حز 3 : 11 ) .
وقال ارميا النبى و هو بعد فى تحفنحيس بمصر : " هانذا( اى الرب ) أرسل و أخذ نبوخذنصر ملك بابل عبدى و أضع كرسيه فوق هذه الحجارة التى طمرتها فيبسط ديباجه عليها ( ار 43 : 10 ) .
وجاء على لوح عثر عليه فى بابل أنه ذهب إلى مصر للحرب فجمع أماسو ملك مصر جيوشه و سير عساكره كما ذكر الأثر ان نبوخذنصر فرض عليه جزية .
و فى عام 1886 م عثر عالم الآثار فلاندرز بترى فى تحفحيس ( تل دفنه ) بمصر السفلى على أطلال قصر كان حفرع ملك مصر قد انزل فيه بنات صدقيا ملك يهوذا- الذى اسره نبوخذنصر ملك بابل -و أرميا النبى و غيرهم ممن هاجروا إلى مصر عقب التدمير و السبى الذى حل بمملكة يهوذا و بعاصمتها اورشليم )
كتاب ( الكتاب المقدس بين التاريخ و الآثار ) ص 65,66
تحياتى