اقتباس:  اسحق   كتب/كتبت  
إذا تطوع أحدا لأخذ العقوبة بدلا منى طواعية و دون إجبار و بمبادرة منه .
وإذا كان المتبرع هو القاضى الذى حكم على .
فأين عدم العدل فى ذلك ؟
تحياتى

بالعقل يا اسحق،

لو فرضنا أن احدا ارتكب خطأ بحقي و أردت العفو عنه، هل ستقول لي أن غير عادل و ظالم لأني أعفو عمن أخطأ بحقي؟؟؟؟؟

المسيح نفسه قال للناس أن يغفروا زلات غيرهم سبعين مرة سبع مرات. هو لم يقل، "عاقبوا انفسكم بدلا عن غيركم،" بل قال اغفروا لغيركم. فإذا كان المسيح يطلب من اتباعه ان يغفروا بلا مقابل، أفلا يتبع اللـه نصيحة المسيح الثمينة هذه؟

و اذا كان عدل اللـه جامدا و قاسيا بهذا الشكل، فكيف يمكنه أن يستبدل مذنب ببريء، حتى لو كان هذا البريء هو نفسه؟؟ هل هذا هو عدل اللـه اللامتناهي؟؟ هذا ليس عدلا يا عزيزي بل هو ماسوشية واضحة المعالم (أي الميل الى تعذيب الذات)، و هي للأسف من سمات المسيحية و إلهها على مر العصور.

لا يمكنك اطلاق ان تبرر منطقيا كيف أن عدل اللـه المتكامل يقبل ان يعاقب بريء مكان مذنب، حتى لو كان البريء هنا هو اللـه نفسه. مستحيل منطقيا.

و اذا كان عدل اللـه يقبل ان يستبدل مذنبا ببريء، فلماذا لا يقبل ان يعفو عمن اخطأ إليه اذا ثبتت نيتهم الحسنة، بدون أن ينتحر على الصليب كما فعل؟ يعني ما هذا اللف و الدوران، و ما هذه العقلية السخيفة. أنا أتوقع انه اذا كان اللـه موجودا، فلا بد ان يكون عقله أكبر من هذا و تفكيره اوسع من هذا الهراء.

المسيحية بائسة جدا و مصابة بمرض جلد الذات و سلبية بشكل غريب. اذا أخطأ شخص، تقولون أنه أخطأ بحق إله الكون و لن يُغفر له إلا اذا انتحر الإله بدلا عنه، لأن اجرة الخطية "موت". أما اذا فعل الانسان امرا حسنا، فحسناته بنظر المسيحية لا قيمة لها، بل هل "كخرق بالية" على رأي الكتاب المقدس و لن تشفع له و لن تكفّر عن سيئاته. المسيحية تركز على الاخطاء و تجعل منها امرا فظيعا، و تتجاهل الحسنات و ترى انها غير كافية.