اقتباس:انا اسألك كم محمد عبده التقيت معه يا عزيزي ابراهيم في كل تاريخ حياتك في بلدك العربي ؟ وكم يوجد محمد عبده أو ابن حزم في كل تاريخ الاسلام والعرب ؟

نقول واحد أو اثنين أو ثلاثة من ملايين , إذن فهؤلاء هم الشواذ وليسوا القاعدة .  

ولكن الا تري معي لو أن الشيخ محمد عبده كان يوجد اليوم لكان مسلمي اليوم قد كفروه وأحلوا دمه كما احلوا دم فرج فودة وغيره .

مرحب بك مجددا يا فادي. مشكلتك و مشكلة كثير من أصدقائي الأقباط أنكم تصرون على رؤية المسلمين من خلال منظور ديني بحت. الإسلام يشمل كيان و هوية المسلم كإنسان. هو مسلم لأنه مولود في أسرة مسلمة. لربما كل ما يهمه هو أن يعيش حياته الطبيعية في وئام مع جاره و في رضا و صفاء نفس و يحصل لقمة عيشه.

لا أعتقد يا فادي انك تظن أني إنسان رديء و هذا الإنسان الذي يحاورك، أنا، مسلم في تربيتي و نشأتي و ثقافتي.. و إلى الآن لي عادات إسلامية لا زالت مترسخة في عقلي الباطن و تصدر مني عفويا. مثلا لو أنا في الحمام و نادى عليّ أحد لا أرد بصوت ولكن أتنحنح و هذا من تربيتي في المسجد. و أشياء كثيرة و كثيرة أقصها عليك في تكويني كمسلم. و أنا اخترت كمسلم أن أقوم بتطوير نفسي و أن أتجاوز القوقعة التي خرجت منها لأعيش زمني. في جميع العصور لم أكره أي إنسان قبطي و غيري كثيرين من المسلمين ممن يحبون الجميع. عندما تتعامل مع أي مسلم لا تفكر في النصوص الدينية لأنها ستتعبك كثيرا و هي دوما بحاجة إلى التأويل سواء كانت إنجيل أو قرآن و لكن تعامل مع الشخص على إنه إنسان فقط.. إنسان و كفى. الخير الذي في داخلك يا فادي سيجتذب الخير الموجود في نفوس كثير من المسلمين فيعاملونك بحفاوة و يتعجبون من أخلاقك و يقولون: ما أجمله من قبطي يتسم بالأمانة و الصدق كما عهدناهم دائما.