ماذا تنتظرون من أم ايرانية في الستين أو السبعين فقدت أبناءها الذكور أو بعضهم في الحرب مع العراق أن تشعر تجاه العراق اليوم؟ ماذا تنتظرون من الكويتيين "المترفين والمعتادين على حياة الرفاهية والأمن" الذي ذهبوا يبحثون عن مفقوديهم في العراق فوجدوا جثثهم ( طارق العلي قال في إحدى المسرحيات الكويتية عن العراق: نذهب إليهم بالمعونات ونعود بجثث مفقودينا ) ومع ذلك هو على استعداد للتسامح، ماذا تنتظرون من دول الجوار كلها التي اعتبرت صدام مسؤولا عن زعزعة أمن المنطقة وجلب القوات الأمريكية فيها؟ الشيعة والأكراد يتبرؤون من صدام بحكم الانتماء القومي أو المذهبي، أما سنة العراق فعليهم أن يؤكدوا براءتهم من صدام وأفعاله ، إن شاؤوا يمكن مراجعة التاريخ ومحاولة إنصاف الرجل في فترة قادمة تكون أكثر استقرارا، ولكن اليوم على العراقيين ألا ينتخبوا على أساس طائفي أو مذهبي، بل من الخير ألا يعلن أي مرشح عن مذهبه ويترك ذلك للتخمين، كما أن من الخير ألا تتهم طائفة بجريرة فرد أو أفراد منها ، بل يعتبر هذا الفرد وحده أو هذا التنظيم وحده هو المسئول، هذا لا يعني أنني أتهم تنظيما ما بأي شيء، فأنا لست مطلعة بدقة على الأحداث، لكني أتكلم عن المباديء الأساسية والعامة . أما إذا كان سنة العراق يصرون على إعلان صدام رمزا وشهيدا في وقت كهذا فلن أتعاطف مع ردات الفعل التي ستحدث ضدهم فهم أعداء أنفسهم وسيجلبون على أنفسهم المصائب والقانون لا يحمي المغفلين .