بعد مؤتمر القاهرة.. مجازر جديدة بالحديثة

بغداد- سمير حداد- وكالات- إسلام أون لاين.نت/ 23-11-2005

لم تكد تمضي أيام على انتهاء مؤتمر الوفاق العراقي الذي رعته جامعة الدول العربية والذي ضم ممثلين عن مختلف الفرقاء العراقيين حتى أميط اللثام عن مجازر جديدة ترتكبها حاليا عناصر قوات الحرس الوطني العراقي ضد مواطنيهم بغرب البلاد وبمشاركة من قوات الاحتلال.

ففي مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء 23-11-2005 بمحافظة الأنبار، قال الشيخ عبد السلام الكبيسي مسئول العلاقات العامة لهيئة علماء المسلمين: "هناك مجازر جماعية تحدث الآن في مدينة الحديثة كالتي حصلت في الفلوجة والقائم"، واصفا إياها بأنها "مأساة ما بعدها مأساة". وأشار إلى أن "أسطح المنازل وحدائق المنازل قد تحولت إلى أماكن قنص من جانب القوات الأمريكية وقوات الحرس الوطني وفي حالة خروج أي شخص من بيته فسرعان ما يطلق عليه النار".

وأفاد الكبيسي بأنه تلقى اتصالا هاتفيا عبر جهاز الثريا من عائلة موجودة بالمدينة ثم عرض مقتطفات من المحادثة جاء فيها أن امرأة كانت تبكي وهي تقول: "يا شيخ أسعفونا.. لدي أطفال ليس عندهم ماء أو طعام ونحن لا نستطيع الخروج من المنزل أبدا وإلا تعرضنا للضرب".

وعددت المرأة أسماء خمس عائلات قالت إن أربعا منها -يبلغ مجموع أفرادها 24 شخصا- قد أعدمت بالكامل. وأضافت أن عائلة أخرى تعرضت للنيران إلا أنها لم تعرف كم عدد القتلى. وقالت المرأة إن قوات الحرس الوطني هي التي ارتكبت تلك المجازر، مشيرة إلى أن المواطنين حاولوا التفاهم مع الجنود الذين قالوا إن لديهم أوامر من وزير الدفاع.

كما روى الشيخ الكبيسي حادثة أخرى ارتكبتها القوات الأمريكية، مشيرا إلى أنه نقلها عن أحد الناجين منها. وقال الشيخ إن القوات الأمريكية استوقفت حافلة تقل 11 شخصا على جسر الحديثة، وبعد إنزالهم من السيارة قال لهم القائد الأمريكي إنكم إرهابيون. ونفى المدنيون قائلين إنه ليس بحوزة أحدهم سلاح. لكن القائد الأمريكي أمرهم أن يعطوه ظهورهم قبل أن يطلق النار عليهم.

أما على الصعيد الصحي والتعليمي فقد أفاد مراسل إسلام أون لاين.نت بعدم وجود مستشفى إلا في القضاء وذلك مما يمنع أهالي بروانه وحقلانية من الحصول على أي من الخدمات الطبية اللازمة لعدم استطاعتهم الوصول إلى المستشفى. كما أن الدراسة في المدارس والمعاهد متوقفة منذ شهر رمضان لتمركز قوات الاحتلال والجيش العراقي فيها. كما أصيبت المدينة بالشلل التام إذ توقفت جميع الأعمال نتيجة عدم استطاعة المواطنين الذهاب إلى أعمالهم وقطع الطرق المؤدية إلى المدينة.

كما نقلت وكالة قدس برس عن مصدر محلي في الحديثة قوله إن القوات الأمريكية فرضت حظر تجول لمدة ثلاثة أيام على الأشخاص الذين يتنقلون بسياراتهم، وهددت عبر مكبرات الصوت جميع السكان بتعرضهم للقتل من دون تمييز، في حال تعرضت تلك القوات إلى هجمات من قبل رجال المقاومة العراقية.

وأشار المصدر إلى أن الحالة المعيشية في الحديثة بالغة السوء، إذ لا تزال القوات الأمريكية تمنع دخول المواد الغذائية والوقود إليها. وأضاف أنه سبق أن قامت القوات الأمريكية، وتحديدا يوم الأحد 20-11-2005 بارتكاب "مجزرة في المدينة، عندما قتلت نحو عشرين مدنيا، رميا بالرصاص، قرب إحدى نقاط التفتيش".

حكومة ثأريين وقتلة

وفي الوقت نفسه أعرب صالح المطلك رئيس قائمة الجبهة العراقية للحوار الوطني اليوم الأربعاء 23-11-2005 عن اعتقاده بأن نجاح مؤتمر القاهرة الذي انتهت أعماله الإثنين الماضي 21-11-2005 "سيكون مرهونا بمدى تطبيق نتائج المؤتمر على الأرض من قبل الحكومة العراقية".

ونقلت وكالة رويترز عن المطلك قوله إن الحكومة العراقية ستكون مطالبة بإثبات حسن النية في تطبيقها لقرارات المؤتمر وخاصة في "إطلاق جميع المعتقلين من السجون العراقية والأمريكية وإيقاف حملة المداهمات فورا لغرض إتاحة الفرصة للعراقيين في المشاركة في الانتخابات المقبلة".

وقال المطلك وهو أحد خمسة عشر من العرب السنة الذي شاركوا في صياغة الدستور العراقي الجديد والذي سوف تشارك قائمته في الانتخابات المقبلة: الحكومة العراقية "أثبتت عدم القدرة على حكم العراق وإدارة الملف العراقي بشكل صحيح لأنهم ثأريون وقتلة". وأضاف: "في ظروف كالتي يعيشها العراق فإن هذا النوع من الأشخاص لا يمكن أن يحل مشكلة العراق... العراق بحاجة إلى أناس أمثال نيلسون مانديلا".

كما انتقد المطلك ما وصفه بمواقف الحكومة العراقية "المتذبذبة" فيما يتعلق بالحديث مع المجموعات المسلحة التي تمثل المقاومة العراقية وقال إن الرئيس العراقي جلال الطالباني أعلن "قبل يومين من بدء المؤتمر عدم وجود مقاومة في العراق عاد بعدها ليعلن في المؤتمر عن استعداده للجلوس مع أطراف المقاومة".

انتهاء عملية

من ناحية أخرى أعلنت القيادة الأمريكية في بيان مساء أمس الثلاثاء 22-11-2005 انتهاء عملية "الستار الفولاذي" التي شنت مطلع الشهر الحالي قرب الحدود مع سوريا والتي شهدت للمرة الأولى إعلان الجيش العراقي مشاركته في عملية واسعة النطاق.

ومن جانبه أعلن اللواء عبد العزيز محمد جاسم مدير غرفة عمليات وزارة الدفاع العراقية الأحد أن عملية "الستار الفولاذي" العسكرية غرب العراق على الحدود مع سوريا "حققت جميع أهدافها".